لم أتأسف على النتائج السلبية التي عاد بها منتخبنا الوطني لكرة القدم للناشئين من مشاركتيه الأخيرتين في البطولة الخليجية التي أقيمت في الدوحة والتصفيات الآسيوية التي أقيمت في إيران ولا على الخسارتين الثقيلتين اللتين مني بهما الفريق أمام كل من الهند وإيران، بقدر أسفي الشديد على ما قد تتركه هذه الهزائم الثقيلة من آثار سلبية على نفسيات ومعنويات اللاعبين وما قد تسببه لهم من إحباط ما لم نستدرك الموقف سريعاً!
هذه النتائج السلبية -فنياً ومعنوياً- تحتاج إلى وقفة جادة من المعنيين داخل اتحاد كرة القدم الذين يستوجب عليهم تقييم المشاركتين -الخليجية والآسيوية- تقييماً دقيقاً قائماً على الأرقام والحقائق بعيداً عن العواطف والمجاملات على اعتبار أن الأمر يتعلق بفئة عمرية الهدف الرئيس من ورائها بناء قاعدة صلبة تكون رافداً قوياً للمنتخب الوطني.
اللجنة الاستشارية الفنية باتحاد كرة القدم بعناصرها المميزة كفاءة وخبرة بالإضافة لوجود مدرب عالمي مثل الأرجنتيني باتيستا هم من يجب أن يطلعوا على تقارير الجهازين الإداري والفني لمنتخب الناشئين وأن يقوموا بتقييم المشاركتين تقييماً دقيقاً للوصول إلى معرفة الأسباب الواقعية التي أدت إلى هذه الخسائر سواء الفنية منها أو الإدارية مع رفع توصياتهم بما يرونه مناسباً لتعديل أوضاع الفريق تحضيراً للاستحقاقات القادمة.
شخصياً لست من المهتمين كثيراً بتحقيق الألقاب في بطولات الفئات العمرية لأي من الألعاب الرياضية سواء في الأندية أو المنتخبات بقدر اهتمامي بالمخرجات الإيجابية من العناصر التي يمكن التعويل عليها مستقبلاً.
بمعنى أن الهدف الرئيس من إعداد منتخبات الفئات العمرية هو تأسيس قاعة متينة للمنتخبات الكبيرة فإذا ما تحقق هذا الهدف فإن ذلك يعد بمثابة البطولة والإنجاز.
من هذا المنطلق نكرر مناشدتنا إلى اتحاد كرة القدم بأهمية تقييم مشاركتي منتخب الناشئين في أقرب فرصة ممكنة من أجل الاطمئنان على مستقبل هذه الفئة ومن أجل إبراز دور اللجنة الاستشارية الفنية والعمل بمبدأ الثواب والعقاب!
عندما نتحدث اليوم عن أهمية تقييم أداء منتخب الناشئين فلأننا ندرك أهمية هذه الفئة ونستذكر ما حققه ناشئونا وشبابنا في الحقبة الزمنية السابقة من نتائج إيجابية على مستوى العالم بقيادة وطنية متمثلة في المدربين القديرين عبدالعزيز أمين وسلمان شريدة اللذين ساهما في إبراز العديد من اللاعبين المتميزين الذين أصبحوا فيما بعد من أبرز نجوم الكرة البحرينية.
نحن اليوم في أمس الحاجة لإعداد قاعدة صلبة نؤسس من خلالها منتخباً قوياً يعيد للكرة البحرينية هيبتها وهنا لابد لنا من أن نشيد باهتمام اتحاد كرة القدم بهذا الأمر من خلال تشكيل المنتخبات الوطنية لكل الفئات بدءاً من الناشئين وانتهاء بالمنتخب الأول مروراً بمنتخبي الشباب والأولمبي ونأمل ألا يكون الاهتمام منصباً على الكم فقط إنما على الكم والكيف معاً طالما نتطلع لمخرجات إيجابية تلتقي مع طموحاتنا وأمانينا.