بينما يقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما «وفي مصداقية كلامه شك» إنه «سيحشد أقوى جيش في العالم للدفاع عن حلفائه»، يقول المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية تيد كروز إن «أمريكا قد تضطر إلى قتل المرشد الإيراني علي خامنئي إن حاول نظامه الحصول على سلاح نووي».
في حين أن هذا الكلام الصادر من رئيس أمريكي قريب الرحيل عن البيت الأبيض، أو مرشح يمني نفسه بالوصول إلى المكتب البيضاوي، ليس سوى كلام مرسل يقصد به الاستعراض الإعلامي لا أكثر ولا أقل، فأمريكا ماضية في «شهر العسل» الذي وقعت وثيقة زواجه مع إيران.
بينما الكلام الذي يهمنا هو كلامنا نحن العرب، كلام أهل الخليج العربي في شأن من يعادينا ويستهدفنا.
ترجم هذا الكلام مؤخراً وبشكل قوي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في معرض تعليقه على الحملة الإيرانية «المسعورة» من قبل خامنئي وأتباعه ومواليه على المملكة العربية السعودية.
الجبير وضع النقاط على الحروف بشكل واضح، كلام صريح لا يوجد فيه جانب «رمادي»، يا أبيض يا أسود. قال إن «إيران آخر من يتحدث عن الأمن والاستقرار في المنطقة وأن آخر من يتحدث عن الديمقراطية هو الرئيس الإيراني، إذ لولا إيران لما كان هناك الخراب والدمار والقتل الذي نشهده الآن في سوريا».
وفي تأكيد على الهرطقة الإيرانية المستمرة كشف الجبير عن «اعتراض باخرة إيرانية محملة بالسلاح متجهة للحوثيين يوم السبت الماضي».
كلنا في الخليج العربي نعرف تماماً ما هي إيران، وما هي أطماعها تجاهنا، نعرف تماماً أساليبها وإجرامها وتطويعها لضعاف الولاء والعروبة وللمخترقين وللطوابير الخامسة. والأهم أننا نعرف تماماً أن وحدة الموقف العربي ووحدة الخطاب هي أول العقبات التي تواجه كل من يكيد للمنطقة ويخطط لاختراقها.
بالتالي من واجب كل عربي وكل خليجي اليوم إن كان انتماؤه للعروبة خالصاً، إن كان حبه لبلاده صادقاً أن يلجم إيران وأبواقها «حجارة من سجيل» مثلما فعل الجبير الذي يمضي ليثبت بأنه خير سلف للكبير الراحل سعود الفيصل.
نعود لأوباما «بائع الكلام» بأنه لو أرادنا أن نصدق قوله إنه سيحرك «أكبر جيش في العالم» لحماية حلفائه، فإن أمامه أمرين يحققهما ليثبت لنا مصداقيته، وحينها سنهتف له ونصفق.
الأول، أن يفسخ «زواج السفاح» الذي هلل له مع جارة السوء إيران، باعتبار أنها أكبر مهدد لأكبر حلفائه في الخليج العربي.
والأمر الثاني، أن يفعل في سوريا مثلما فعل أسلافه في العراق، أن يزيح الطاغية بشار الأسد الذي وصفه أوباما بأنه «ديكتاتور وقاتل للأطفال» وأنه يفجر الناس ببراميل متفجرة.
نقولها بقناعة إنه لا يستطيع، إذ من كرر على مدى سنوات بأنه سيغلق معتقل «غوانتنامو» الرهيب وعجز عن إغلاقه حتى اليوم رغم أنه يتبع للإدارة الأمريكية ويكفي توقيع منه ليصبح في سجلات التاريخ، كيف لنا أن نصدقه حينما يحاول طمأنة حلفائه أنه «سيدافع عنهم بأكبر وأقوى جيش».
أمريكا لا تحمي إلا مصالحها، لا يهمها أحد، علاقاتها قائمة على المنفعة، لا معيار فيها للصداقة ولا حسن التعامل ولا الصدق والشفافية.
بيتكم سيظل أسود بأفعالكم، مهما أعدتم صباغته بالبياض.