ما هي الكلمات التي يمكن أن نستخدمها لكي نصف أم عادلة بين أبنائها، حكيمة بتصرفاتها، منصفة بقراراتها، حازمة بقبضتها، هذه الأم هي نفسها أحياناً تضطر أن تستخدم الشدة كي تعلمنا كيف نعتمد على أنفسنا، ولا ننحني لضربات الأوغاد المؤلمة، وتُغلظ قبضتها كي لا نلين على أيدي من كانوا للأمن عابثين.
إنها باختصار الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية، أرض العزة والكرامة والعروبة والحزم، إنها أرض الإسلام والسلام، أرض المحبة والإخاء، أرض العزة والكبرياء، أيعقل أن أوفي حق هذا البلد الذي شرفه الله سبحانه وتعالى قبل العباد أن يكون مقصداً للعُباد والزّهاد الوافدين إليه، المقبلين عليه من كل بقاع الأرض بكلمات حِسان أو عبارات مديح يمكن أن تترجم بأسطر وحتى دواوين وأبيات.
فهذا البلد لا يعرف معنىً للراحة قط خاصة في هذه الأيام العصيبة التي تمر على أبنائها من جميع الاتجاهات. فهي بجنودها وقواتها العسكرية في الجنوب تقاتل التمرد الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وقد أعانها الله العلي القدير في تحقيق الوعد المشهود أمام مرأى العيون ويكون للعيد نكهة ما لها مثيل على أهالي اليمن السعيد حينما أدوا صلاة العيد في عدن مع رئيسها الشرعي عبد ربه منصور هادي بعد غياب دام 6 أشهر. والأمر لم يقف عند هذا الحد فهي متأهبة بكل طاقاتها الدفاعية في الشمال وعينها الساهرة لحفظ الأمن برعاية الرحمن في الشرق، ولم تتوان في تقديم جميع التسهيلات للحجيج في الغرب. ومع كل هذا نجد الذئاب المكارة تتصيد بالمياه العكرة وتحول أمور القضاء والقدر إلى سلعة إعلانية رخيصة كي تزرع الخوف والذعر في نفوس الوافدين على أيدي المغرضين المستعينين بوصلات برامج التواصل الاجتماعي ليروجوا حملتهم المبنية على أوجه طائفية أن «الحج ليس للسعودية» متغافلين أن هذا التشريف ما هو إلا تكليف رباني من أيام نبي الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام.
ومع هذا ترى الحاقدين ينهشون بسخائها عندما يتلفظون بأمور مغلوطة تجاه ما يعانيه الشعب السوري الشقيق. فالسعودية كرست الطاقات البشرية والموارد المالية لاحتضان النازحين السوريين وذللت الصعوبات لهم كي يكونوا في ديارها آمنين، ولم تضع لهم الشمس في اليد اليمين، والقمر في اليد اليسار، كي تكسب الإعلام من جهة والحقيقة أنهم يقيمون في الطرقات والحدائق العامة كما في البلاد الأوروبية ذات المناخ الجميل!!
ومع كل هذا فهي يقظة للخلايا الإرهابية التي تحاول أن تتغلغل إليها وإلى البحرين والكويت مستهدفة زعزعة الأمن والأمان.
فإذا أردنا عن الحق أن نحيد فإن الحق من أعالي سماه مكرمها بعزته، فهنا أجد أرض الحرمين ترد وتقول بكل عزم وحزم:
من طبعي أرد الإساءة بالإحسان
وأساير ظروف الزمان اللعينة
وأطوف الغلطة من فلان وعلان
يعني من أجل عين تكرم مدينه