«هناك من يريد لبلدنا أن تكون خلف الركب بمحاولة إثارة الفوضى فيها وتعطيل مسيرتها الاقتصادية.. لكنه لن ينجح». هذا القول منسوب للقيادة وهو يلخص كل المشكلة التي تعيشها البحرين منذ خمس سنوات وهو أساس الصراع بين أبناء هذا الوطن و»أبنائه» الذين وضعوا يدهم في يد الشيطان بعدما زيّن لهم أعمالهم وأدخلهم في سبيل لا يأتي منه خير.
أولئك الذين اختاروا البحرين هدفاً يريدون لها أن تصير في آخر الصف، وسيلتهم لذلك إثارة الفوضى التي يتوقعون أن توصل إلى تعطيل المسيرة الاقتصادية فتتحول إلى دولة فاشلة أو يقال عنها ذلك على الأقل. وبالتأكيد فإنهم لن ينجحوا، فما لم يتمكنوا من تحقيقه في خمس سنوات لن يتمكنوا من تحقيقه أبداً خصوصاً مع التحول المشهود في وعي المواطن الذي ربما انخدع في البداية وبهرته الشعارات المرفوعة لكنه تمكن مع الوقت من ملاحظة ما يجري حوله وما يرمي إليه أولئك الذين من الطبيعي أنهم لن يهدأ لهم بال وسيواصلون أفعالهم الشريرة، لكنهم بالتأكيد لن ينجحوا مهما فعلوا وأياً كانت المصادر الداعمة لهم.
في هذا السياق، يأتي ما كشفت عنه السلطات المختصة أخيراً حيث تم اكتشاف مخبأ تحت الأرض للمتفجرات داخل منزل وورشة لتصنيع القنابل بقرية النويدرات، وحيث جرى الحديث عن ضبط مشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية ومحكومين ومطلوبين بقضايا مماثلة وأنهم على صلة بإرهابيين في العراق وإيران، وحيث أكد بيان لوزارة الداخلية أن الموقعين أعدا بقصد تصنيع العبوات الناسفة وأنه عثر في المخبأ على كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار والمواد الداخلة في صناعتها قدرت بنحو طن ونصف الطن، بالإضافة إلى مواد كيميائية وعبوات متفجرة جاهزة للاستخدام وأسلحة وقنابل يدوية وذخائر حية وأجهزة لاسلكية.
ولأن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف مثل هذا الأمر حيث سبق وأن أعلنت وزارة الداخلية عن تمكنها من اكتشاف حالات مشابهة عديدة لذلك فإن الملخص الذي أشير إليه هنا عن وجود من يريد لنا التخلف بخلق الفوضى وتعطيل المسيرة الاقتصادية يعكس بالفعل ما يريد أولئك أن يجري في البحرين، فمثل هذه الأهداف والغايات السيئة لا تتحقق إلا بمثل هذه الأسلحة لأن من دونها لا يمكن خلق الفوضى إلا في نطاق ضيق، ولأن من دونها لا يمكن للاقتصاد أن يتعثر، ولأن من دونها لا يمكن دفع البلد إلى حيث يراد لها في آخر الصف.
ضربة قاصمة تلقاها أولئك الإرهابيون، لهذا بادر من لايزال يعتقد أنهم ليسوا كذلك وأنهم لا يرمون إلى مثل هذه الأهداف والغايات وأنهم بريئون من كل التهم التي توجه إليهم، وأولئك الذين يقومون بمهمة الدفاع عنهم والتبرير لهم ومحاولة الترويج بأنهم فوق الشبهات، بادروا جميعاً وعلى الفور إلى التشكيك في ما أعلنته الداخلية، تماماً مثلما تعودوا أن يفعلوا في كل مرة، ففي مثل هذه المناسبات يهتمون بنشر فكرة أن الحكومة تريد أن تغطي على أمر معين بإثارة أمر أكبر يلفت الناس والعالم إليه ويبعدهم عن الحديث في ذلك الأمر، من دون أن ينتبهوا إلى أن إعلان الجهات المعنية في أي بلد عن اكتشاف خلية تخريب وإرهاب لا يكون اعتباطاً، فمثل هذا الموضوع ليس لعبة لأن الدولة تتضرر منه كثيراً، فأي دولة هذه التي تقبل بالضرر لمجرد توجيه اتهام لفئة تظل ناقصة التأثير ضعيفة التسديد؟ وأي داخلية هذه التي يمكنها أن تحيك القصص البسيطة المفضية إلى نفس النتيجة فتتركها وتذهب إلى حياكة القصص الكبيرة التي تتضرر منها البلاد؟
مخبأ النويدرات «بط البرمة»، ووضع النقاط على الحروف.