كم كنا نحذر مراراً وتكراراً من الخلايا الإرهابية النائمة التي بدأت تستيقظ من سباتها. فما تم الكشف عنه مؤخراً من مخبأ تحت الأرض في قرية النويدرات وسط أحياء مأهولة بالسكان ما هو إلا أمر يدق ناقوس الخطر من هذه الخلايا. فهذه المتفجرات التي تصل إلى 1.5 طن تكفي لمحو العاصمة المنامة لا سمح إذا ما انفجرت لأي سبب من الأسباب. وفي هذا المقام لابد من كلمة شكر وتقدير لرجال وزارة الداخلية في الكشف عن هذا المستودع الممتلئ بالأسلحة، واليقظة الأمنية التي تستوجب منا أن نرفع القبعة لهؤلاء الرجال الأوفياء، وفي الوقت ذاته فإن الرادع الوحيد للإرهابيين هو تطبيق الأحكام القضائية عليهم من خلال قانون الإرهاب، فضلاً عن المطالبة بتنفيذ القصاص بحق من قاموا بقتل الشرطة من عام 2011 وحتى اليوم، وهذا التأخير في التنفيذ هو السبب في تمادي هؤلاء فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
في الحقيقة، إن لسان حال المواطنين في المجالس الشعبية يؤكد أن الصبر قد نفد، وما نسمع عنه بين الفينة والأخرى من الكشف عن خلايا إرهابية قد زاد عن حده، ويجب وضع حد له، وإلا فإن الأمور تسير بنا إلى الهاوية والمجهول، فلهؤلاء الإرهابيين علاقات وثيقة مع إرهابيين في إيران والعراق، والمتفجرات التي تم الكشف عنها ذات تدمير كبير، وهناك أسلحة إيرانية الصنع كانت مع المضبوطات في المخبأ السري لـ «الجرذان»، وهذا يؤكد مدى ارتباط هؤلاء الخونة مع طهران وولائهم لها في تنفيذ مخططاتها الخبيثة تجاه البحرين ودول المنطقة، ففي الوقت ذاته تم اعتراض سفينة إيرانية تحمل أيضاً أسلحة ومتفجرات ليتم إدخالها لميليشيات الحوثي في اليمن، في محاولة من هذه «الجمهورية» التي تدس أنفها في دولنا العربية بأن تمد الحوثيين بالأسلحة بعد هزيمتهم في مأرب التي ستكون بوابة العبور لتحرير صنعاء من أيديهم بإذن الله.
قلناها قبل ذلك ونعيدها، أن هذه الخلية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فمن أصبح ألعوبة في يد إيران ليس ببعيد عليه أن يفجر أو يبيع وطنه وأهله برخص التراب. فالجمهورية الإيرانية لن يهدأ لها بال، وهي كذلك منذ عقود، في التدخل بالشؤون الداخلية للبحرين، وأمام مرأى العالم وبشكل سافر وبلا رادع ضاربة بعرض الحائط الأعراف الدولية، وما حدث في أزمة 2011 ودور هذه الجمهورية التي لا تريد الخير لمملكتنا ولدولنا الخليجية الخير، إلا شاهداً على سعيها لقلب نظام الحكم، ولكن إرادة الله كانت أعلى بأن حفظ الله البحرين في تلك الأزمة، ومن هنا يجب على الدولة أن تنتبه، فليس في كل مرة تسلم الجرة، ولابد من إجراءات حازمة صارمة ضد الإرهابيين وتطبيق أقصى العقوبات عليهم ليكونوا عبرة لغيرهم.
قبل فترة تم ضبط خلية إرهابية في مستودع بقرية دار كليب، يحتوي على مواد شديدة الانفجار، وأيضاً كان لهذه الخلية ارتباط بإيران، وفي قرية النويدرات قبل يومين خلية إرهابية ومتفجرات مرتبطة بإيران، إلى متى سيستمر هذا الوضع؟! لابد من وضع حد لوقف مسلسل الخلايا الإرهابية، وهذا دور الدولة بكافة أجهزتها المعنية. فالمواطن بات يخاف على نفسه وأهله ولا يأمن العواقب، حينما يرى على شاشة التلفزيون الكم الهائل من المتفجرات بأشكالها وأنواعها ويتكرر ذات السيناريو في مناطق وقرى عدة في البحرين.
اليوم قبل غداً، يجب تطبيق قانون الإرهاب بأحكام قاسية، وسحب الجنسية من هؤلاء الإرهابيين، وتسفيرهم إلى إيران التي تحتضن الإرهاب وهي منبعه.
همسة:
خلية وراء خلية، ومتفجرات وأسلحة تملأ المستودعات، والذي يقف خلف كل ذلك إيران، إلى متى؟! لابد من حل، لابد من وقفة جادة، لابد من تحرك على كافة المستويات من الدولة لوقف طهران عند حدها، ولجم اتباعها من إرهابيين في الداخل!
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}