لطالما حلمت أن تزدهر البحرين صناعياً، وأن تكون البحرين دولة صناعية تملك صناعات متنوعة من شأنها أن تضع المملكة على خارطة الدول الصناعية.
وتتصاعد أحلامي عندما أرى عدداً من الدول النامية تهتم بالصناعات ونجد رجال الأعمال فيها يوجهون رؤوس أموالهم من أجل الاستثمار في الصناعات المختلفة. وكم تمنيت أن أرى أعداد المصانع تتصاعد في البحرين.
لم تقف أحلامي عند الصناعات الكبيرة كصناعة الصواريخ والطائرات والسيارات والأجهزة الذكية، بل كنت أحلم بأي صناعة حتى ولو كانت صناعة «على قدنا» مثل صناعة الأغذية والمحارم الورقية!!
ولا أقصد من كلامي أن البحرين خالية من المصانع ولكننا نأمل بالمزيد طبعاً،
وأحمد الله أنه جعلني أشاهد بأم عيني ورشة صناعية لصناعة الأسلحة وتجميعها في البحرين!! ولا أعرف هل أحمد الله على السلامة من هذا المصاب الجلل أم على هذه الصناعة الجديدة في البحرين!!
ولا أعرف ما هو الشعور الذي انتابني بالضبط وأنا أشاهد التقرير المصور للعثور على ورشة لتصنيع الأسلحة والمتفجرات في البحرين؟!
فهل أفرح بأن نفراً من أبناء بلدي طور مهاراته الصناعية لتصنيع سلاح، سيستخدمه داخل بلادي ويقتل به مواطناً أو وافداً وسيبث الإرهاب والخراب في بلادي؟!
هل أفرح لأننا بتنا نصنع قنابل ومتفجرات ونكتب عليها بالدم البحريني «صنع في البحرين؟!».
أسئلة عديدة وردت في بالي وأنا أشاهد «الحرفية»، و»التقانة» في تصنيع الأسلحة وتخبئتها!! كان أهمها متى وأين كانت ستستخدم هذه الأسلحة؟! هل كانت ستستخدم ضدي؟! أم كانت ستستخدم بالقرب من مدرسة أبنائي؟! أم بالقرب من عمل زوجي؟! أو ستستخدم ضد إخواني العسكريين؟! أم كانت ستستخدم بالقرب من أماكن لعب الأطفال؟! أم أين؟! ولماذا؟!
من يعرف البحرين يعرف أنها لا تتجاوز بضع كيلومترات وأن حفنة من هذه الأسلحة كفيلة بأن تغرق البحرين بمن عليها. فميزة هذه الأسلحة أنها غير طائفية وغير مؤدلجة وحينما يفتك شررها بنا فإنها لن تهتم بالتعرف على هويتنا قبل سحقنا، بل ستقتلنا «جميعاً»!!
ولماذا؟؟ لماذا السلاح؟؟ لماذا لا تكون مطالبات أي منا سلمية؟؟ أولسنا «سلميين» بطبيعتنا وإسلامنا السمح يدعو لذلك؟! فما الذي تغير؟؟
مازلت حتى هذه اللحظة مذهولة!! فكم تمنيت يوماً أن أجد الشباب البحريني يتطور صناعياً ويطور من مهاراته الفنية في هذا الجانب، ولكن يؤسفني أن أرى بعض البحرينيين يطور من مهاراته من أجل أن يصنع سلاحاً يفجر به وطنه، وأبناء وطنه!!
«ولا عجب!! فعندما تموت الوطنية، يصبح كل شيء مباحاً ويكون الجاني مواطناً، ويصبح المجني عليه وطناً»، وتكون أداة الجريمة من صنع بحريني.
ملاحظة:
في الندوة الجماهيرية التي احتضنها مركز عيسى الثقافي في باكورة موسمه الثقافي لهذا العام، والتي استضاف فيها د.سلطان النعيمي وهو خبير في الشؤون الإيرانية من دولة الإمارات العربية المتحدة والذي تحدث عن «إيران بين هامش الأحقية ونفوذ السلطة» والذي طرح فيها المعلومات بطريقة موضوعية وحيادية تامة. جعلني طرح الدكتور الرائع أفكر بعمق «ماذا أعددنا من خطط لمواجهة أطماع ونفوذ إيران؟ وأكثر ما أعجبني في الندوة مداخلة لأحد المواطنين من قرية الدراز الذي وقف ببسالة وجرأة قائلاً «لن تستطيع إيران أو غيرها التأثير على البحرينيين، إذا ما قوينا الجبهة الداخلية»، سأقف عند هذا الاقتباس من كلام الأستاذ جاسم الدرازي وسأترك التفكير للجميع «كيف نحمي جبهتنا الداخلية لتكون عصية على أي تدخل خارجي؟ وهل أعددنا الخطط لذلك؟