السعودية اكتشفت مستودعات للأسلحة المهربة إيرانياً، وهذا يأتي بعد أيام من اكتشاف مستودع في النويدرات لتخزين الأسلحة وتصنيعها من قبل «عملاء إيران» لدينا. البحرين قدمت شكوى رسمية للأمم المتحدة وأمينها العام، مدعومة بالأدلة والبراهين.
كلمة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الأمم المتحدة بشأن التدخلات والتهديدات الإيرانية فيما يتعلق بدول الخليج العربي كانت واضحة ولا تحتاج لفك طلاسم، وكذلك كلمة نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد.
إيران اليوم هي عدوتنا الأولى سياسياً، دعمها للإرهاب الذي يراد له ضرب بلداننا واضح وصريح، تهديدات زعمائها وتصريحاتهم مباشرة وليست بأسلوب اللف والدوران.
كل هذا كفيل بأن يراه الأعمى فما بالكم بالبصير في دول الغرب والمجتمع الدولي.
إن كان اليوم من يظن بأن إيران لديها نوايا طيبة في الخليج العربي، فهذا أساساً من يدعم توجهات طهران ويريد لها أن تمضي فيما تفعل، بالتالي هؤلاء لا يجب تضييع الوقت في إقناعهم.
دول الخليج العربي مطالبة بأن ترفع الشكاوى رسمياً لدى الأمم المتحدة وتوثقها وتدعمها بكل الأدلة حتى يكون المجتمع الدولي عالماً بالاستياء الخليجي مما تفعله إيران، وحتى لا يتجرأ أحد على فتح فمه واعظاً أو متفلسفاً حينما تدق الساعة ويمضي الخليجيون لاتخاذ موقف عملي صارم تجاه هذا، كما حصل في اليمن.
لاحظوا هنا أن النبرة الإيرانية وتصعيد الخطاب واستهداف دول الخليج صراحة لم يحصل إلا بعد ما أسمي بـ»الاتفاق الأمريكي الإيراني»، إلا بعد أن قاد باراك أوباما «حليفتنا» الرئيسة الولايات المتحدة الأمريكية من أنفها لتحتضن إيران وتعتبرها صديقة، نعم من أنفها ورغم أنف الكونغرس.
أمريكا باتفاقها وعدت إيران بتحرير مليارات مجمدة من الدولارات، وبدأت حملة دبلوماسية لاحتواء استياء حلفائها إزاء زواج السفاح هذا. إيران ورغم مواصلتها في وصف أمريكا بـ»الشيطان الأكبر» صعدت نبرتها وهاجمت الخليج إعلامياً بشكل صريح، ولم لا تفعل هذا وواشنطن بنفسها منحتها الضوء الأخضر؟!
نعم، منحتها الضوء الأخضر بصراحة بسبب تناقضات المواقف والأقوال، إذ بينما تقول أمريكا إنها مع التحالف العربي لتحرير اليمن من الحوثيين عملاء إيران، وبينما تقول أمريكا إنها ضد السفاح المجرم بشار الأسد المدعوم إيرانياً، تعيش في نفس الوقت «حالة عشق وغرام وغزل» مع النظام الإيراني المجرم.
دول الخليج العربي تسير في اتجاه صحيح، عملها على الأرض بقطع أذرع إيران وضبط عملائها مسألة مطلوبة لتعزيز الأمن الداخلي وحفظ أمن البلاد والعباد، وعلمها السياسي الدبلوماسي الخارجي أخذ يثبت على نبرة الحزم والقوة وعدم قبول التهوين من خطورة ما نتعرض له.
نواجه حرباً حقيقية تشنها إيران، تمارس فيها أرذل وأحط الأساليب، تجند فيه أتباعها ومواليها والانقلابيين على بلدانهم ودولهم، تدعمهم بالمال والسلاح والتوجيه.
بالتالي إن لم نتعامل مع الوضع بنفس وروح «المحاربين» الموجودين على أرض المعركة، فلن يقف المعتدي عند حده، ولن يبلع المنظرون ألسنتهم.
اتجاه معاكس:
قمة المهزلة بل الوقاحة، حينما ينتقد خامنئي إيران المملكة العربية السعودية بشأن الحج، في حين أنه لم يذهب للحج مطلقاً، وربما لا يعرف أين تكون مكة المكرمة، ولا القبلة.
أنت روح الحج أول بعدها تكلم! والله «ذابحتكم» السعودية وكل شيء «عربي خليجي» من الوريد للوريد.