دعني أولاً أرفع العقال تقديراً وإجلالاً لقرار جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والقاضي بطرد القائم بأعمال السفارة الإيرانية من البحرين، شكراً «بوسلمان» فقد أثلجت صدورنا، وجعلتنا نعلو بانتمائنا للبحرين، ونزداد فخراً بولائناً لجلالتكم، فما أجمل أن تنتمي إلى وطن شجاع، شبر منه يعادل مساحة أوطان بكاملها، وجل الشعوب الحرة تتمنى أن تنتمي إليه.
والآن وبعد أن انتهينا من أولاً، دعونا ننتقل إلى ثانياً.
قبل ثلاثة أيام كتبت في هذا المكان مقال «سمعت آخر نكتة»، وذلك رداً على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي اعتبرت تصريحاته نكتة سخيفة صادرة من شخص ليس برئيس دولة بقدر ما هو موظف عند ولي الفقيه، يلعب دوراً مزدوجاً، ما بين الكذب والنصب وخداع الشعب الإيراني المقهور والمغلوب على أمره، واليوم أعود للرد وتمحيص التهديدات والبلطجة والعنترة والفذلكة والسخافة الصادرة من خامنئي نفسه تجاه المملكة العربية السعودية، والتي تكشف عن انحدار ووضاعة صاغرة وصل إليها «ولي الفقيه»، وسأحاول قدر استطاعتي منع نفسي من الاندفاع في الرد على خامنئي، غير المدرك بسبب الخرف نتيجة عامل السن، أن التغيرات التي طرأت مؤخراً على قواعد التوازن الإقليمي في المنطقة بفعل حرب «عاصفة الحزم»، و»إعادة الأمل، جعلت من السعودية رقماً صعباً، ليس على المستوى الإقليمي والإسلامي فحسب، بل وحتى العالمي. على فكرة، حالة خامنئي وانعدام الاستيعاب والحواس تلك، تشبه إلى حد ما، نكتة المحشش، والذي يعيش وهم أن حمار الوحش هو أقدم حيوان لأنه أبيض وأسود!! إذا بدت لك هذه النكتة مضحكة، فتذكر أن «ولي الفقيه» نفسه هو من سعى إلى التدخل في شؤون دول المنطقة وجعل من فرص التقارب مع دول الخليج العربي تذهب سدى، وبالتالي يستحق أن يكون نكتة عند العرب، وسيكون غداً جزاء من يباركون جرائمه وطغيانه واحتلاله للعراق والأحواز وسوريا، والتبرير والتطبيل له بل وتشجيعه على ارتكاب المزيد من سفك دماء أهل السنة هناك، لكي يستتب لهم الحكم، فتلك سنة الله في الكون، فالأوطان الحرة لا يعمر فيها حكم محتل مهما طالت مدة الاحتلال، ومن يصدق أن كسرى سيعود، يصدق طبعاً أن إمبراطورية الفرس ستعود.
واثبت عزيزي القارئ الكريم أمام ما قاله ولي العهد السعودي صاحب السمو الأمير محمد بن نايف، «هنا كانت طهران»، واعلم أن الحرف فيه من ذهب، وليسمح الأمير السعودي أن أضيف سطراً واحداً لا أكثر على ما قاله رداً على تهديدات إيران للسعودية: «وهنا كان يرقد آخر مرشد للثورة الإيرانية». فيغوص في الوهم حتى أخمص قدميه، من يتصور أن تهديدات خامنئي وعصابته الجاثمة على أنفاس الشعب الإيراني، موجهة إلى المملكة العربية السعودية، بل هي في واقع الأمر موجهة إلى الأمتين العربية والإسلامية، وأكثر وأبلغ رد ستجابه به عصابة خامنئي المسكونة بالشر والمستعصي عليها أي أدب أو تهذيب، سيأتي من 2.5 مليار مسلم.
ولن تكون حرب جيوش ودول بلا أمم وشعوب مسلمة ثائرة، وبلغات متعددة ومختلفة ومتباعدة، ولكنها أقرب ما تكون متقاربة ومستقلة في الدفاع عن بلد الحرمين، وهي ترى أن أحفاد القرامطة يطمعون في دب أقدامهم من جديد، في بلاد الحرمين، ليس لسرقة الحجر الأسود من جديد، بل إلى هدم الكعبة المشرفة، ولا ندري، فقد تعيد تلك الشعوب، وكما قال ولي ولي العهد السعودي صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، زمن الفتوحات الإسلامية!!