قضايا لم ولن تنتهي فيما يخص ضعف العملية التعليمية مؤخراً في البحرين، وهذا الأمر يتطلب من الجميع، وعلى رأسهم معالي وزير التربية والتعليم وقفة جادة ووطنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا السلك، بعيداً عن المجاملات والتلميع، فالوضع خطير للغاية، إذ يجب على المسؤولين معالجته قبل أن تخرب «مالطا».
معلمون ومعلمات وأولياء أمور يشكون من انسياب العملية التعليمية بالكامل، ووجود ثغرات خطيرة وفراغ قاتل تعيشه مدارس البحرين، ولهذا نرجو من الجهات الرسمية تدارك انزلاق الوضع التعليمي نحو الهاوية، فالقصص والحكايات التي يشيب لها الرأس، أكبر من أن تختصر في مقال واحد أو حتى في عشرة مقالات طويلة.
مدارس من دون معلمات فصل لأشهر، وإدارات مدارس «تتسلف» معلمات فصل من مدارس أخرى مؤقتاً، لحين انتهاء تقييمها من طرف «الهيئة الوطنية لضمان جودة التعليم والتدريب»، وفصول وصالات بلا مكيفات، ونقص عددي في صفوف معلمات الفصل، وفي بقية التخصصات الأخرى، إضافة لافتقار غالبية مدارس البحرين للمرافق الحيوية، أو تحويلها إلى مرافق على حساب مرافق أخرى، والبعض يؤكد أن الوزارة لا تستمع لنداءات النقص العددي للمعلمين والمعلمات، ولا تستجيب لمتابعة النقص الذي يواجه المدارس، بل يكون رد الوزارة في كثير من الأحيان «تصرفوا»، أو أن يكون الصمت خير جواب!
قصص لا يسع المجال لذكرها، لكنني سأكتفي بقصة وردتني عبر بريدي الإلكتروني، وهي عبارة عن رسالة سأوردها هنا لمعرفة ما وصل إليه الحال في مدارس البحرين، وسأقوم بنقلها كما وصلتني.
تقول الرسالة «إلى من يهمه أمر التعليم في مملكتنا الحبيبة، ما الذي تفعله وزارة التربية والتعليم هذه الأيام؟ إنها مأساة حيث قامت بإبلاغ الإدارات المدرسية بأنها ستأخذ المعلمين المتميزين وتطعم بهم المدارس التي سوف تزار من قبل هيئة الجودة لمدة 3 أيام، ومن ثم الرجوع إلى مدارسهم الأصلية بعد انتهاء الزيارة، هل وصل مصير أبنائنا إلى مستوى الغش في إظهار المستويات الحقيقية لمدارسنا ولمعلمينا؟ وهل أصبح خوف الوزارة فقط من إظهار نتائج مدارسها الأصلية فقامت بهذا الإجراء؟ حيث وصل الاستخفاف بعقول خبراء الجودة الذين هم في الأساس كانوا يشكلون دعماً للمدارس من خلال رفعهم التوصيات لكل مدرسة يزورونها إلى وزارة التربية والتعليم. هذا لا يرضي العقلاء، فمدارس ستظلم لأنه تم تزويدها بمعلمين مستجدين من عديمي الخبرة، وستزار من قبل «الجودة»، مما سيؤدي إلى تدني مستواها وقت التقييم الأصلي في حال وجود حالات للتقاعد أو حالات للوضع بالنسبة للمعلمات المتميزات، ومدارس تزود بكفاءة خاصة بمدارس أخرى فقط لسد النقص، فالتعليم أصبح عندنا مثل «خدمات على الطريق»، واقع مؤلم في مدارسنا، فما الذي يحدث؟ فأين كنا وأين صرنا؟».
رسالة لا تحتاج إلى تعقيب، ولا تحتاج إلى تعليق، بل تحتاج إلى إرادات وطنية صادقة لتغيير العقلية التي يقام عليها نظام التعليم في مملكة البحرين، فنحن لا نحتاج لشهادات دولية أو محلية لمقياس الجودة المزيفة، بل نحتاج لقرارات شجاعة تحدث ثورة علمية في حركة العملية التعليمية برمتها، بعيداً عن المجاملة التي كلفتنا أهم ركن من أركان الدولة الحديثة، ألا وهو»التعليم». «للحديث بقية».