في مطلع الأسبوع استلمت صورة على جوالي، حقيقة لم أعر اهتماماً للأشخاص المكفهرة وجوههم بها، بقدر ما لفت نظري الإعلان المكتوب على الجدران: «على الوقت في كل وقت». وقلت في نفسي: نعم، هذا هو الوقت المناسب فقد حان وتنفذ. إن خطوة طرد القائم بالأعمال الإيراني هي مطلب شعبي منذ فترة زمنية طويلة، لكن قيادتنا الحكيمة نعرف تماماً أنها تتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
فقيادتنا بارك الله فيها، تحملت كثيراً من العناء إزاء إعطاء الفرص المتتالية لأتباع ولاية الفقيه، المقيمين على أراضيها، وغير الممتنين لكل ما يحصلون عليه من خيراتها ويحاولون قدر بكل ما أوتوا من قوة أن ينهشوا بها. وكانت تتبع مبدأ «الفرصة الثانية»، لعل وعسى يستيقظون من ضلالهم ويعدلون عن أفكارهم وتوجهاتهم المنحرفة عن طريق الحق. فالمبادرات الحاسمة لم تنته بعد، وكان آخرها عندما قالت لصاحب الصورة التي استلمتها، وهو حقيقة القائم بأعمال سفارة إيران في البحرين، بمنتهى الصراحة «وجودك غير مرغوب به في ديارنا». لذا فليس من المستبعد بين الفينة والأخرى أن تصدح الأبواق الإيرانية والمتقوقعة في السراديب المحصنة تحت سابع أرض والتي لا تعد بعيدة كثيراً عن ملجأ حليفها الشيطان لتستعين به في بث أفكارها وتوجسها المترجم بادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة ولا تعرف وجهة الحق من قريب أو بعيد.
حاولت وتحاول جل جهدها أن ترسخ الشك في نفوس أتابعها، ولا تمل في نثر سموم القلق والذعر في نفوس الضعفاء من حولها، المزروعين في أقطار المنطقة العربية، ملوحة وزاعمة لهم أن الحرب التي قامت بها المملكة العربية السعودية على الحوثيين في اليمن هي «معركة سعودية خاسرة»، كي يأخذوا صفعة خيبة الأمل عندما نشاهد جنودنا البواسل يضعون البيرق السعودي معانقاً البيرق الإماراتي والبحريني في مدينة عدن وسد مأرب، والنصر الشامل في الطريق بإذن الله حتى تحرير صنعاء. هل بعد هذا يمكننا التشكيك بما لدى السعودية من قدرات عسكرية وعبقرية بشرية، وأن الصمت رسائلها والكلام فعلها؟!
وبما أن أوراق الضلال تحترق ورقة تلو الورقة، ويوماً بعد يوم، فقد أخذت مرحلة الادعاءات والافتراءات في الاستهانة بعقول الناس، المدركة الفاهمة لكل ما يجري، لأنها تعيشه وتعايشه، واعتبارهم يعانون من مرض فقدان الذاكرة. ويا له من تصريح غريب ذكر أمس بإحدى الصحف المحلية اللبنانية على لسان أحد أزلام إيران في بيروت، بل هو غرابها المشؤوم الذي زعم فيه أن «السعودية هي السبب لحرب يوليو 2006 في لبنان، وأنها الممولة لكل الأحزاب الدينية العشوائية المنبثقة في المنطقة، وهي السبب لكل الحروب السابقة»، لدرجة يخطر ببالك أنك ستقرأ أن الرياض هي السبب في تحريض إخوة يوسف، وهي وراء قتل عنترة بن شداد، وكذلك سبب اندلاع معركة داحس والغبراء، والسبب لوقوع الدولة الأموية بأيدي العباسيين وغيرها الكثير!!
فهذا إن دل على أمر، فإنما يدل على أن الأوراق الإيرانية تتساقط في فصل الخريف وتهوي في محرقة التاريخ.