لم يأت الأرجنتيني «باتيستا» بجديد حين اعترف أمام الصحافيين بمسؤوليته عن الهزيمة الثقيلة التي تلقاها منتخبنا الوطني لكرة القدم مساء الخميس الماضي أمام ضيفه الأوزبكي برباعية نظيفة جاءت جميعها في الشوط الثاني، فكل من شاهد وتابع مجريات المباراة وبالأخص أولئك الذين يجيدون أبجديات التدريب الكروي ألقوا باللائمة على المدرب «باتيستا» وحملوه المسؤولية عن تلك الهزيمة التي ما كان لها أن تحدث لولا الأخطاء الفنية التي ارتكبها هذا المدرب العالمي سواء فيما يتعلق بالتشكيلة التي بدأ بها المباراة أو بالتبديلات غير المجدية والمتأخرة التي أجراها بعد هدف الأوزبك الثاني!
لقد كان بالإمكان أفضل مما كان وكان بإمكان منتخبنا الظفر بالنقاط الثلاث لو أن المدرب «باتيستا» أحسن اختيار التشكيلة وأحسن إجراء التبديلات خصوصاً وأن الفريق الأوزبكي لم يكن متفوقاً علينا إلا بعد أن اكتشف الثغرات في خطي الوسط والظهر واستشعر عدم فاعلية الهجوم فنجح في استثمار تلك الثغرات والأخطاء وسجل أربعة أهداف خلافاً للفرص التي أنقذها الحارس سيد محمد جعفر!
مازلت أجهل سبب تمسك السيد «باتيستا» بوضع المدافع العملاق محمد السيد عدنان في خط الوسط في الوقت الذي ظهر جلياً حاجة الفريق إلى قلب دفاع متمكن مثل محمد السيد عدنان الذي يشهد تاريخه الكروي على بروزه كواحد من أفضل المدافعين الخليجيين!
ومازلت أجهل سبب جلوس هداف الدوري إسماعيل عبداللطيف على دكة البدلاء ثم إشراكه متأخراً في الشوط الثاني بديلاً للمهاجم الشاب المشاكس عبدالله يوسف في الوقت الذي كنا ننتظر مشاركة «سمعة» منذ البداية إلى جانب الحسيني وعبدالله يوسف ما دمنا نبحث عن الفوز وما دمنا نؤمن بأن الهجوم خير وسيلة للدفاع!
ومازلت أجهل سبب جلوس لاعب ارتكاز الوسط المتميز عبدالوهاب علي على دكة البدلاء وإشراكه في آخر سبع دقائق في الوقت الذي توقعنا أن يكون عبدالوهاب ضمن التشكيلة الأساسية لتعزيز الجانب الدفاعي في خط الوسط إلى جانب المالود وسيد ضياء أو أحمد جعفر «كريمي».
ولم ألمس أي تحرك من المدرب لتعزيز الجبهة اليمنى للدفاع البحريني التي كانت ممراً سهلاً جاءت منه ثلاثة أهداف ومع ذلك ظل الظهير عبدالله عمر في الملعب حتى النهاية!
أخطاء فنية وتكتيكية يسأل عنها «باتيستا» تسببت في ضياع ثلاث نقاط هامة كان بالإمكان حصدها وبذلك تكرر ما حدث أمام كوريا الشمالية قبل أسابيع لتتضاءل فرص حصول منتخبنا على إحدى بطاقتي التأهل الآسيوي والمونديالي، فما جدوى الاعتراف بالخطأ بعد فوات الأوان؟!
لست ممن يطالبون بإعفاء المدرب بل إنني من أشد المطالبين بالاستقرار الفني بشرط أن يعيد «باتيستا» ترتيب أوراقه ويعيد حساباته الفنية وفق قدرات وإمكانات اللاعبين دون الحاجة للمغامرات والاجتهادات غير المجدية ونأمل أن تكون مواجهة الفلبين القادمة بداية الإصلاح الفني والخططي.
هذا لا يعني تبرئة اللاعبين من المسؤولية وعليهم أن يدركوا أهمية الدور المناط بهم وأن يكونوا أكثر جدية وأكثر حماسة مما شاهدناهم عليه من استسلام وتراخٍ أمام أوزبكستان فالمسألة مرتبطة بتمثيل الوطن.