كانت كلمة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع خارطة طريق بحق يمكن من خلالها البدء بمرحلة جديدة من العمل الوطني، من خلال التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لما فيه خير وصالح المملكة، كما أن اللفتة الأبوية والإنسانية في تخصيص جلالته حفظه الله يوم جلوسه السابع عشر من ديسمبر من كل عام، ليكون يوماً لشهداء الوطن وتخليداً لذكراهم في قلوب كل البحرينيين، تؤكد مدى التقدير في قلب مليكنا للتضحيات التي قدمها شهداء العقيدة والعروبة والوطن، وتقديم أرواحهم رخيصة للدفاع عن الشرعية في الجمهورية اليمنية الشقيقة ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، كما أن هذا اليوم سيكون محفوراً في الذاكرة والتاريخ للبحرين، وسيتجدد دائماً في نفوس ذوي الشهداء وعوائلهم الذين يؤكدون وقوفهم خلف جلالة الملك والقيادة، في الذود والدفاع عن الوطن، سواء في قواتنا المسلحة، أو في قوات الأمن العام، الذين استشهدوا منذ أحداث فبراير 2011 وحتى اليوم.
مع هذا التوجيه السامي من لدن صاحب الجلالة الملك، أيده الله، فإننا نستذكر الشهداء جميعهم الذين أريقت دماؤهم الطاهرة، وهم على رأس عملهم وواجبهم الوطني، ومنهم الشهيد أحمد المريسي الذي كان من أوائل الشهداء في قوات الأمن العام ومكافحة الشغب، والذي راح بيد غادرة، من أحد المجرمين الإرهابيين الذين تجردوا من كل معاني الإنسانية، وصدر بحقه حكم بالإعدام خففته محكمة التمييز مؤخراً إلى المؤبد، وفي الحقيقة لا يمكننا أن ننتقد القضاء البحريني المستقل، المعروف بنزاهته، إلا أن ذوي الشهيد وغيرهم أيضاً من عوائل باقي الشهداء الذين صدر بحق من ارتكبوا الجرم بقتلهم، كانوا يتوقون إلى تنفيذ أحكام الإعدام بالإرهابيين الذين عاثوا في البحرين فساداً، في ترجمة الأجندات الإيرانية وإثارة القلاقل والفوضى في مملكتنا.
من الواجب علينا جميعاً أن نقف مع رجال الأمن وذويهم الذين كانوا مثالاً لتقديم الروح في سبيل الدفاع عن الوطن وحمايته من الإرهابيين الذين كنا نتمنى أن يتم إنفاذ أحكام الإعدام بحقهم لتهدأ وتطمئن النفوس، وقلناها سابقاً، ونؤكد عليها، إننا لن نتدخل في أي حكم قضائي، لثقتنا في نزاهة القضاء البحريني، في إصدار الأحكام التي تستند إلى الدليل القاطع الذي لا يقبل الشك، ونقول لأهالي الشهداء، ارفعوا رؤوسكم عالياً مفتخرين بالشهداء، وإن كان في القلب غصة على فقدهم، إلا أنهم سقطوا بشرف في سبيل الدفاع عن الوطن.
لا يوجد أي شيء أغلى من التضحية للوطن والدفاع عنه بالغالي، والروح أغلى ما يملكه الإنسان ليقدمها من أجل وطنه وعقيدته وأمته، وهذا ما سطره رجال قواتنا المسلحة البواسل في ساحات الشرف في مأرب أرض اليمن، أرض العروبة، وقبلهم رجال الأمن الأوفياء الذي رخصوا أرواحهم أيضاً فداء للبحرين، وترجلوا بعزة، وسالت دماؤهم الطاهرة على تراب الوطن من أجل كرامته وعزته، ليقف بشموخ في وجه الأعداء والمتربصين به من الخارج والداخل، فالبحرين بإذن الله ستبقى عربية خليفية، شاء من شاء وأبى من أبى، حفظ الله البحرين وقيادتها الرشيدة.
سأعيد نشر كلمات الشاعرة التي كتبتها في الشهيد أحمد المريسي للذكرى:
أنا أحمد على قبري أنبتت أزهار
أنا أحمد أنا اللي كتبت أشعار
أنا أحمد أنا حر وابن أحرار
أنا أحمد عرفتوا شصار
أنا أحمد أنا اللي قتلني الجار
قتلني اللي احتمى بالدوار
قتلني برغبة وإصرار
جفتوا فيني أشسوه
دهسني الخاين الغدار
أنا أحمد انا ما مت
لا تبكون أنا ما مت
أنا روحي تشع أنوار
أنا دمي فدى البحرين
ودم عمري فدى ها الدار
أنا أحمد لا تنسوني
أنا أحمد عرفتوا شصار
أنا أحمد عرفتوا شصار!
همسة:
كان وسيظل مطلب كل أبناء البحرين المخلصين هو تنفيذ شرع الله في قتلة الشرطة والقصاص منهم، وتنفيذ أحكام القضاء بلا رأفة، فما اقترفته أيديهم وتلطخت بدماء رجال الأمن الطاهرة كاف لأن يذوقوا من نفس الكأس ويتجرعوا الموت، وقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون).