بعد أن سحبت البحرين سفيرها في وقت سابق من إيران وطردت القائم بالأعمال من المنامة، أبلغت إيران البحرين عبر سفارتها في طهران بأنها على استعداد لإرسال سفير آخر، وطالبت بأن تقوم البحرين بـ «تهدئة اللعب».
هذا الكلام كشفه وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في المقابلة التي نشرتها صحيفتنا «الوطن» يوم أمس.
إيران سعت لإطلاق فكرة تتمثل بإمكانية بدء حوار إيراني خليجي، لكن مثل هذه الأفكار لن تحرك في دول الخليج ساكناً، طالما لا تقدم إيران اعتذارات عديدة بحجم مخططها الآثم تجاه دول الخليج، وطالما لا تكشف وتعترف بحجم ومدى دعمها للإرهابيين في داخل دول الخليج وتمويلهم وتدريبهم وتسليحهم.
وبالتالي لا يمكن إدارة حوار سياسي في جانب مع جهة تمارس في جانب آخر دسائسها ومكائدها ضد بلداننا، وعليه فإن كانت طهران ترى في سجالها مع الخليج العربي دولاً وشعوباً على أنه «لعبة» وتريد تهدئة اللعب، فلابد أن تعرف أن البحرين وشقيقاتها من دول الخليج وشعوبها ليسوا «ألعاباً» لها، ليست أراضيهم «أرض ملاهي» لها ولعملائها وطوابيرها الخامسة.
شكوى البحرين المرفوعة إلى الأمم المتحدة كانت ذات ضرورة وأهمية. نعم يدرك الجميع حجم الاستهداف الإيراني ومستوى الضلوع ودرجة العداء، لكن ذلك يستوجب توثيقه رسمياً لدى الأمم المتحدة وأمام مرأى ومسمع أعضائها وإيران أحدهم.
يريدون «تهدئة اللعب شوية»، وهذا طلب متوقع في ظل الضربات المتعددة التي توجه حالياً لمشروع «التمدد الصفيوني» الذي تمارسه إيران، فقطع أيادي العملاء الحوثيين في اليمن مستمر، وفي البحرين كسرت شوكة عملائهم منذ زمن، ومازالت الدول تتعامل بصرامة مع أي انقلابي يتحرك بصراحة وبوجه إيراني الهوى، وكذلك في السعودية والإمارات، بينما وجوههم مكشوفة في الكويت. في وقت بات الضلوع الإيراني في قضية سوريا واضحاً، لكن حسمه للأسف مازال منوطاً بالضغط الدولي الذي تحركه أقطاب القوى العالمية التي لا ندري إلى متى ستنتظر؟! هل ننتظر أن يتم تفريغ سوريا من شعبها إما قتلاً أو تهجيراً؟!
إيران سعت منذ عقود لتجنيد العملاء في الخليج العربي، والبحرين كانت أكثر دولة استهدفت، سواء بالتجنيد أو التدريب أو تهريب السلاح، إضافة لتسخير القنوات الإعلامية الإيرانية لتكون منبراً ينطق فيه عملاؤها الكارهون لبلادنا سواء في الداخل أو الخارج.
وبالتالي «تهدئة اللعب» لا يجب أن تعامل وكأنها فرصة صادقة للتهدئة، لأن الأيدي الإيرانية لن تكف، والمخططات الإجرامية لن تتوقف، هم يريدون وقتاً يرتبون فيه صفوفهم ولا يعرف أصلاً ماذا سيدار خلف الكواليس.
العدو لا يمكنك أن تدير له ظهرك مراراً، وإن مد يداً بدعوى السلام، عليك أن تنظر أين هي يده الأخرى، ومع إيران لن تكون اليد الأخرى إلا ممدودة لعملائها ممولة لهم بالسلاح والتخطيط.