مصلحة إيران وأذنابها أن تتعرض مساجد الشيعة ومآتمهم إلى تخريب وحتى تفجير يسقط فيه ضحايا
«إيران تتعامل مع الملف العراقي تعاملاً سياسياً يخدم سياستها التوسعية، وإن كان المنفذ لتلك التفجيرات هو تنظيم القاعدة»، تلك هي تصريحات الأمين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية رضا الرضا، والتي سنقف عندها طويلاً.
تفجير وقتل نفوس وتقويض الأمن ونشر الفوضى، ليس فيها قضية ولا جريمة إرهابية وليس فيها أي بلية ولا أذية، ومرتكبوها وداعموها أبرياء، وتنفيذ حكم الله فيهم يعد جريمة طائفية تعاقب عليها الدولة التي تحاسبها المنظمات الحقوقية الأممية. فعلى سبيل المثال الجريمة الإرهابية التي ذهب ضحيتها المريسي مازال منفذوها أحياء وفي أحسن حال، بعد أن خففت عنهم الأحكام، لأنهم يرون جريمتهم لا تخرج عن السلمية التي يرفع شعارها كذباً وخداعاً أصحاب الألسنة الطويلة الحاقدة، في بياناتهم وتقاريرهم إلى الأمم المتحدة التي يطالبونها كل يوم بالتدخل العسكري في البحرين. فدخول قوات غازية إيرانية وأجنبية أيضاً هي الأخرى، بالنسبة لتلك الوجوه القبيحة إرساء للعدالة والديمقراطية، ولكن عندما تكون حادثة عابرة قد يكون المتورط «منهم وفيهم»، هي قضية كبرى تتهم فيها الدولة بالتقصير وغياب التدبير، ثم تنسب هذه الحادثة على أنها تكفير. إذن؛ المستفيدون من هذه الحادثة التي ادعي فيها إطلاق رصاص على مأتمين، قد يكونون من الانقلابيين الذين يحتاجون إلى مثل هذه الحوادث لدعم ادعاءات المظلومية لدى المنظمات الأجنبية، حتى تضاف إلى ادعاءاتهم الكاذبة ورواياتهم الفاشلة والتي فضحها تقرير لجنة تقصي الحقائق بأنها لا أصل لها ولا دليل، وأنها مجرد ادعاءات وأقاويل.
إذن؛ من مصلحة إيران وأذنابها في البحرين مثل هذه الحوادث، وإن وصلت إلى حد جرائم سفك الدماء التي قد يلجأ إليها أتباع الحرس الثوري الإيراني الذين جندتهم إيران في البحرين، بعدما دربتهم في معسكراتها في جنوب لبنان والعراق وإيران. فإيران دولة قذرة ترخص بالدماء الشيعية من أجل أهدافها. فالمواطن الشيعي بالنسبة لها سلاح تستخدمه لتنفيذ جرائمها، وها هو اعتراف مقتدى الصدر الذي يتهم فيه ما يسمى «عصائب أهل الحق» في العراق المرتبطة بإيران أنها «وراء الاغتيالات التي حدثت ضد عناصر جيش المهدي، وجريمة اغتيال النائب الصدري العكيلي وغيرهم، وكذلك قيام ميليشيات إيران في العراق باغتيال الصحافي العراقي هادي المهدي، واغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي».
ونعود إلى الوراء سنوات في حادثة تفجير زوار مرقد الإمام موسى الكاظم في العراق، حيث اتهمت الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية إيران بـ«الوقوف خلف التفجيرات التي استهدفت مواكب الزوار التي أسفرت عن مقتل 24 شخصاً وإصابة 72»، كما شدد الأمين العام للهيئة رضا الرضا في تصريح خاص بقوله «إيران تتعامل مع الملف العراقي تعاملاً سياسياً يخدم سياستها التوسعية. وإن كان المنفذ لتلك التفجيرات هو تنظيم القاعدة، فإن إيران هي من تدعمه، فهي أصبحت حضناً للقاعدة بدلاً من أفغانستان، وإن إيران تصرف ملايين الدولارات لزعزعة استقرار العراق ولبنان ودول الخليج التي تمتلئ بالخلايا الإيرانية النائمة». هذه الخلايا الإيرانية هي التي تقف خلف الكثير من التفجيرات الإرهابية التي وقعت في البحرين، ومنها تفجير سترة الإرهابي في يوليو 2015، والذي سقط فيه شهيدان بإذن الله من رجال الأمن، وإصابة آخرين منهم، حيث أثبتت التحقيقات ارتباط المتورطين في هذا التفجير بالحرس الثوري الإيراني تنظيماً وتمويلاً.
وأما عن اتهام الدولة من قبل الانقلابيين في بياناتهم وتقاريرهم بتقصيرها في التدابير وتوفير الأمن والحماية، فها هي دورية شرطة تتعرض لهجوم بقنابل المولوتوف أثناء تأمينها مسجد «الغدير» مما أسفر عن احتراقها. إذن؛ فالدولة لم تقصر في توفير الحماية وتوظيف كامل طاقتها خلال موسم عاشوراء، كما توفر الحماية طوال شهور السنة. وها هي أعداد ضحايا رجال الأمن تتزايد وذلك نتيجة تعرضهم للتفجيرات، حيث تستهدفهم الميليشيات التابعة لإيران، أثناء قيامهم بتأمين المناطق والشوارع العامة التي تتعرض للهجمات الإرهابية التي تقوم نفس الجمعيات والمؤسسات اليوم بالدفاع عن الإرهابيين الذين يقومون بتنفيذها فيذهب ضحيتها رجال الأمن والمواطنون والوافدون.
إذن؛ هي مصلحة إيران وأذنابها في البحرين، أن تتعرض مساجد الشيعة ومآتمهم إلى تخريب وحتى تفجير يسقط فيه ضحايا، وإنه بالتأكيد من يقوم بهذه الأعمال هو ممول من إيران، سواء الميليشيات الانقلابية أو مجموعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران، مثلما صرح الأمين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية بأن منفذي التفجيرات في زوار مرقد الإمام موسى الكاظم تقف خلفهم إيران أو تنظيم القاعدة الذي أصبحت إيران حضناً له بعد أفغانستان.