كتب نائب برلماني سابق من كتلة الوفاق وناشط حقوقي للإنسان على حسابه الساعة الثامنة مساء أمس الأول في تويتر هذه التغريدات معلقاً على إزالة الإعلانات المخالفة للقانون والتي وضعت بمناسبة ذكرى إحياء عاشوراء..
«عندما يلاحق الرقيب من يصر على فرض حالة الحزن وصور الحداد على أبي عبدالله فإن عليه أن يتذكر نساء الحسين وأطفاله يلاحقهم جرذان يزيد# البحرين».
«عندما أسدل الليل سواده يوم عاشوراء وبقيت زينب والأيتام لم ينته الحسين وإنما تخلد ومادام الحسين خالداً لابد أن يكون في كل عصر حسيني يزيد».
«ليس فخراً فحسب أن أحيي ذكرى استشهاد أبي عبدالله الحسين وإنما صورة من صور الانتماء لمعسكره قبال معسكر يزيد الفاسق الفاجر».
وفي العاشرة مساء خرجت مجموعة شبابية حاملة المولوتوف تلقيها على المارة ورجال الأمن وتعرض أحد رجال الأمن لمحاولة اغتيال بإطلاق النار عليه من شخص يرتدي عباءة نسائية، فماذا نصنف هذا النوع من الخطاب، ألا يندرج ضمن صنف خطاب التحريض ومنهج الشحن النفسي الذي حذرت صحيفة الوسط من تبعاته قبل أسبوع تعقيباً على حدث إطلاق النار في سيهات؟
فإذا كان رجال الأمن جرذاناً وفسقة وفجرة ويسقط عليهم الأحداث التاريخية كسبي زينب وتيتم أطفالها فماذا ننتظر من شباب متحمس ومندفع خاصة في مناسبات دينية كهذه؟
ثم إن هناك سؤالاً نتمنى الإجابة عليه.. لم يظهر الخطاب التسامحي للمنهج الشيعي حين يكون المتلقي أجنبياً فحسب فيظهر الحسين رضي الله عنه متسامحاً هادئاً ينشد الحب والسلام كالمسيح ابن مريم، ولا يظهر الخطاب الآخر للمنهج الذي يحمل شعارات «يا لثارات الحسين» إلا حين يكون المتلقي أخاً لك في الوطن وجارك في الحي؟
لم نرى صوراً جميلة محببة هادئة لإحياء ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام كالمرسم الحسيني وحملات التبرع بالدم وغيرها من الممارسات الحضارية تظهر وتبرز فقط في المناطق التي يتردد عليها الزوار الأجانب وترفع رايات هيهات منا الذلة والثورات والثارات والدماء والجرذان والفجرة والفسوق والظلم في المناطق العامة المحلية التي يؤمها الجميع من أهل البحرين؟
التغريدات التي ورد ذكرها في أول المقال تطرح سؤالاً في ذات السياق.. إذا كان هذا مستوى خطاب من له تلك المكانة الاجتماعية التي نالها بفضل وجود نظام سياسي واجتماعي لا يميز بين شيعي وسني، فماذا نتوقع من الأشخاص الموتورين أو المتطرفين أو المتشددين؟!
لطالما كان رجال الأمن يسيرون بمعية مواكب العزاء يؤمنون لهم أماكن السير وينظمون لهم سير المركبات تحت الشمس الحارقة على مدى عقود طويلة من تاريخ البحرين، وها هم اليوم يحرسونه ويعرضون أنفسهم للخطر من أجل حمايتهم، فلم هذا الخطاب الشاحن للنفس والمحرض على الكراهية والبغض ضدهم؟
روح الحسين المحبة للسلام الجامعة لا المفرقة موجودة إن أراد محبوه إظهارها والارتهان لها شعاراً في ذكرى استشهاده، لكن هذه الروح إن برزت وأظهرت ونجحت في عودة الروح البحرينية الأصيلة التي كانت عليها البحرين قبل ثلاثين عاماً حين كانت عاشوراء في البحرين مناسبة يجتمع فيها السنة والشيعة من أهل البحرين ومعهم أهل القطيف والأحساء ويأكلون جميعاً «اللي يعزي واللي ما يعزي ياكل من عيش الحسين» فهل سيكون لأصحاب خطاب «الجرذان» مكان بيننا؟