استوقفتني جملة الاهتمام بالقاعدة التي أوردها نائب رئيس مجلس إدارة نادي المحرق الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة في حواره الصحافي المنشور في الزميلة «أخبار الخليج» يوم الجمعة الماضي، كما استوقفني في نفس الصفحة تساؤل هداف المحرق السابق وأحد أبناء النادي المخلصين محمد صالح الدخيل عن سبب غياب أبناء المحرق من قائمة الفريق الأول واقتصار القائمة على لاعبين أو ثلاثة فقط من أبناء النادي وتأثيرات ذلك على انعدام الروح العالية التي كانت سمة من سمات الكرة المحرقاوية !
ما أورده كل من الشيخ راشد ومحمد الدخيل يشكل ظاهرة من ظواهر تدني مستوى كرة القدم البحرينية حيث أن هذا الأمر لم يعد يقتصر على نادي المحرق بل أجده في أغلب الأندية وخصوصاً الكبيرة منها مثل الأهلي والنجمة والبحرين، وهو ما أدى إلى تراجع مستويات هذه الفرق وتسبب في هبوطها إلى مصاف الدرجة الثانية بعد أن كانت تشكل أضلاع المنافسة الرئيسية في دوري الدرجة الأولى وكانت رافداً أساسياً من روافد المنتخب الوطني بينما لا يوجد اليوم لاعب واحد من هذه الأندية في صفوف المنتخب!
البعض سيقول إنه الاحتراف الذي يقوم على الماديات ولا يعترف بالانتماءات، ولهؤلاء أقول لا تخدعوا أنفسكم بمسميات أنتم لم تبلغوها بعد وعليكم بالتعامل مع الواقع الذي تعيشه الرياضة المحلية، فما تدعونه بالاحتراف لا يعدو مجرد وهم كشفت مساوئه المواسم الماضية التي تدنت فيها المستويات وغابت فيها الجماهير وانعكس كل ذلك سلباً على منتخباتنا الوطنية وفي مقدمتها المنتخب الأول!
علينا أن نعود من جديد للاهتمام بالقاعدة وهذا الكلام موجه بالدرجة الأولى إلى الأندية وبالأخص الأندية الكروية الكبيرة التي سطرت إنجازاتها المحلية في الفترة الماضية، بل إن الأمر يطال الأندية التي برزت مؤخراً على الساحة الكروية وحققت ألقاباً ونتائج إيجابية على الصعيد المحلي مثل الحد والرفاع الشرقي والمنامة، فهذه الفرق التي عادت إلى الواجهة بفضل التعاقدات (الاحترافية) عليها أن تستثمر إنجازاتها في جذب منتسبيها من المواهب الكروية وأن تعمل على بناء قاعدة قادرة على المحافظة على إنجازات النادي -كما كانت أندية المحرق والبحرين والأهلي والنجمة والحالة يفعلون في الماضي القريب- وكما يفعل كل من الشباب والمالكية من اعتماد على قاعدة النادي بنسبة كبيرة في الوقت الراهن.
لا تشغلوا بالكم كثيراً بالاحتراف الكروي فنحن لا نزال نفتقد إلى أبسط قواعد هذا الاحتراف وهي الثقافة المجتمعية للاحتراف الرياضي ولا نعرف من الاحتراف سوى العقود المالية التي تربط اللاعب بالنادي وهي عقود تفتقر إلى الكثير من ضوابط الاحتراف الأمر الذي يجعل اللاعب يتلاعب بها كيفما يشاء فلا انضباط ولا التزام ولا محاسبة ولا هم يحزنون!
كرة القدم البحرينية لن تستعيد عافيتها إلا إذا عدنا إلى زرع روح الولاء و الانتماء إلى النادي والمنتخب والاعتماد على أبناء النادي أولاً مع تأسيس نظام حوافز للإنجازات والبطولات في حدود إمكانيات النادي بحيث لا تؤدي هذه الحوافز إلى عجز في الموازنات وتراكم الديون كما يحدث الآن!
أما مسألة الاستعانة بلاعبين محترفين فهذا أمر مطلوب لترغيب الجماهير وضمان الإثارة والمتعة على أن تتم هذه العملية وفق معايير دقيقة تضمن تواجد أبناء النادي المتميزين في التشكيلة الأساسية وتضمن جودة اللاعب المحترف لا كما هو الحال اليوم حيث أصبحت صفة المحترف ملتصقة بكل من هب ودب!