أسهل الطرق اليوم للقيام بالتجسس لأجهزة المخابرات المختلفة تتمثل بوسائل التواصل الاجتماعي وعبر الهواتف الذكية وتطبيقاتها ولعلكم تذكرون حادثة التجسس الأمريكية الشهيرة على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل



قبل أيام أعلنت شركة «فيسبوك» التي بدأت هي بذاتها «ثورة» مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت لمشتركيها بأنها سترسل لهم رسائل في حالة كانت هناك جهات تحاول التجسس على حساباتهم، حتى إن كانت جهات رسمية.
وقبلها بفترة شهدت جامعة «نيوجيرسي» الأمريكية حالة استياء من قبل بعض الطلبة الدارسين فيها إزاء معلومات تبين بأن هناك محاولات مراقبة وتجسس من قبل مسؤولين في الجامعة على حسابات الطلبة.
في حين منح الكونغرس الأمريكي قبل فترة وتحت ذريعة «محاربة الإرهاب» الصلاحية المطلقة للحكومة الأمريكية لمراقبة حسابات وحتى خطوط هواتف الأفراد في سبيل حماية الأمن القومي.
ومؤخراً أعلن القائمون على موقع «تيلغرام» آخر الصيحات الجديدة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي بأنهم رفضوا طلباً قدم من الحكومة الإيرانية بهدف منحهم صلاحية التجسس أو القيام بهذا الدور على حسابات الإيرانيين الذين يستخدمون هذه الوسيلة.
وبإمكانكم لتعزيز معلوماتكم أكثر القيام ببحث بسيط عبر متصفح البحث «غوغل» لتعرفوا المزيد من المعلومات ولتقرؤوا المزيد من الأخبار عن محاولات الحصول على معلومات الناس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو تطبيقاتها مثل «الواتس آب» أو «السناب شات» أو «الإنستغرام» و»التويتر» وغيرها، هذا مع الوضع في الاعتبار بأن «غوغل» نفسه أكبر مصدر للحصول على المعلومات بل تسجيلها والاحتفاظ بها من خلال خدمات مواقع الشراء الإلكتروني وغيرها.
عموماً لسنا نهدف لإثارة الهلع هنا، خاصة وأنه بات من المستحيل اليوم ألا يكون لأحد علاقة ولو بوسيلة واحدة من هذه الوسائل، في ظل انتشار «الهواتف الذكية» التي بدورها تطلب منك التسجيل في بعض البرامج ليتمكن الهاتف من القيام بعمله بشكل أكثر كفاءة وتطوراً.
لكن الواقع يقول وبحسب دراسات عديدة وأوراق بحثية قدمت بأن أسهل الطرق اليوم للقيام بالتجسس لأجهزة المخابرات المختلفة تتمثل بوسائل التواصل الاجتماعي وعبر الهواتف الذكية وتطبيقاتها، ولعلكم تذكرون حادثة التجسس الأمريكية الشهيرة على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
السؤال هنا: لماذا هذا الهوس لمراقبة الناس والتجسس عليهم؟!
الإجابة تكمن في كلمة واحدة هي «السيطرة»، نعم فالسيطرة على البشر هي التي تمنح التفوق بالنسبة لكثير من الأنظمة، وهي عملية تتعارض كلياً مع المفاهيم الجديدة التي يتم الترويج لها وإعلان دعمها باعتبارها ملامح العالم الجديد المتطور والمتمثلة بمفاهيم «الحريات» و»حقوق الإنسان» و»الديمقراطية»، هذا إن كانت المفاهيم «أصلاً» صادقة وتنم عن قناعة، وأكبر دليل يؤكد ذلك أسلوب تعاطي الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع ما يخالفها بحيث لا يهمها إن داست على هذه المفاهيم.
المثير في الموضوع والذي يجعله مادة غنية للبحث هو حينما تسأل مواطنين في بلدان غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا عن رأيهم فيما إذا كانت تتم عملية مراقبتهم، فسيجيبون بأنهم متأكدون من هذا الأمر. وحين تسألهم عن الطرق فسيجيبون بأنها من خلال خطوط الهاتف وعبر وسائل التواصل وتطبيقاتها. ومع ذلك يستمرون في استخدام هذه الأدوات التكنولوجية.
الفكرة في الموضوع بأن «المعلومات» تظل أولاً وأخيراً ضالة أي جهة تريد التفوق، بغض النظر عن استخدامها في أي اتجاه، وأياً كانت الأهداف، وإن كانت الأجهزة الاستخباراتية التابعة للدول تعاني كثيراً في السابق وتبذل الأموال والجهود وتزرع العملاء والجواسيس هنا وهناك، فإنها اليوم وبكل سهولة يمكنها الحصول على كل ذلك عبر التكنولوجيا المتقدمة.