الخنزير البري، الصاعقة، الدبابة الطائرة، صائد الدبابات، كلها أسماء وأوصاف عرفت بها الطائرة الأمريكية «A10» واسمها الرسمي «Thunderbolt»، صاحبة الصوت الرعدي، التي أرسلت أمريكا منها مؤخراً 12 طائرة إلى قاعدة أنجرليك في تركيا، وأرسلت معها 300 جندي أمريكي، فهل حقاً جاءت لتقصف تنظيم الدولة «داعش» أم أنها جاءت لهدف آخر؟قبل الإجابة على السؤال من المهم أن نعرف ميزات هذه الطائرة ولماذا تحتاجها أمريكا مع أن مقاتلاتها «F16» وغيرها تملأ الأجواء، هذه الطائرة تحمل محركين ومقعداً لطيار واحد، أخطر سلاح تحمله مدفع رشاش أوتوماتيكي دوار بسبع فوهات قطر الواحدة 30 مليمترا يطلق 4200 طلقة في كل دورة في الدقيقة تجعله الأقدر على التصفية الجسدية الجماعية ولذلك سمي بالقاتل الجماعي، المهم في هذه الطائرة أن طيارها يستطيع قصف الأهداف الأرضية بعد رؤيتها بالعين المجردة، فالطائرة صممت خصيصاً لمعالجة أهداف أرضية ثابتة ومتحركة وتتمتع بمرونة عالية في هذا الجانب، الأهم من ذلك أنها قادرة على تدمير عشرات الدبابات والعربات والآليات الأخرى وهي تتجول بحرية على ارتفاع منخفض جداً يصل لغاية 50 قدماً من الهدف، والسبب في ذلك أن هذه الطائرة مدرعة ضد المقذوفات التي يمكن أن تتلقاها من قوات برية فهي مغلفة بـ 540 كيلو غراماً من الدروع المصنوعة من معدن التيتانيوم الصلب جداً بسماكة 3.8 سم وحتى لو أصيب فبإمكانها البقاء مدة طويلة في الجو مع الإصابة.لقد شاركت هذه الطائرة في حرب الخليج الثانية عام 1991، وكان لها دور كبير في تدمير قوات الجيش العراقي البرية، ثم شاركت مرة أخرى في غزو العراق عام 2003، وأثرت بشكل كبير في مشاة ودروع وعجلات الجيش العراقي، اليوم جاءت بها أمريكا إلى تركيا، وقيل إنها جاءت لتخوض معركة مع تنظيم الدولة «داعش» فهو يستخدم الآليات وبعض المدرعات في عملياته، وله انتشار بشري وهذا السلاح مناسب جداً لقتاله، لكن إذا كان هذا هو الهدف من جلب الطائرات فلماذا لم يكن ذلك منذ مدة، خصوصاً وأن «داعش» لم يظهر فجأة اليوم فمنذ اندلاع أحداث سوريا وهو هناك، ومر على إعلانه الخلافة أكثر من سنة؟ لو نظرنا إلى الساحة لوجدنا متغيراً آخر حصل، فهذه الطائرات جاءت بعد أن شنت روسيا حملتها الجوية والمتغير الحاصل هو ما رافق هذه الحملة من زيادة في عدد الميليشيات الإيرانية والتحاق عدد كبير من الميليشيات الشيعية العراقية بها، فالتقارير الأمريكية تشير إلى أن عدد المقاتلين الإيرانيين حول حلب يقدر بـ 2000 مقاتل أما الميليشيات العراقية فقد بلغ عدد المتطوعين فيها 8000 عنصر، وقاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني يصرح مؤخراً أن «الطريق إلى الموصل يمر بحلب»، وطبيعة هذه القوات والميليشيات لا تختلف من حيث التسليح عن «داعش»، وبالتالي هذه الطائرات ستكون السلاح المناسب للحد من نفوذهم وسيطرتهم في سوريا، فأمريكا مهما بلغ التقاء مصالحها مع إيران لا يمكن أن تسمح لها بأن تكون قوة لا يمكن السيطرة عليها، وسنشهد مزيداً من تهاوي جنرالات إيران في سوريا.