ما قاله أمين عام حزب الله حسن نصر الله في كلمته يوم العاشر من محرم عن البحرين والسعودية يكفي دليلاً على الدعم غير المحدود الذي يقدمه الحزب وإيران لذلك البعض الذي لا يزال مستمراً في محاولاته لإسقاط النظام، فما قاله يؤكد هذا وهو بمثابة إعلان ملخصه «أن استمروا فنحن معكم ندعمكم ونشد من أزركم كما ندعم ونشد من أزر المقاتلين في اليمن وسوريا ولبنان»، عدا أنه دعوة لكل مؤيدي «حزب الله» في لبنان ليتضامنوا مع ذلك البعض ويعينونه على إنجاز المطلوب منه، وبالتأكيد يدخل ما قاله في باب التحريض، تماماً مثلما يدخل ما قاله عن السعودية في باب الإساءة والتطاول.
ما قاله نصر الله يؤكد أن إيران هي التي تقف وراء كل هذه الفوضى التي تعم المنطقة وأن «حزب الله» هو المنسق والداعم الأساس لتوجهاتها والمحرك لذلك البعض في البحرين والسعودية واليمن وفي كل مكان يتوفر فيه متطوعون لإنجاز المهام المطلوب إنجازها.
نصر الله سعى في تلك الكلمة إلى «أخذ البيعة» لخامنئي وربط ذلك بعاشوراء والحسين عليه السلام، فوصلت الرسالة واضحة، لا لبس فيها، ومؤكدة أن «خامنئي قرر أن يدعم «الثوار» في اليمن والبحرين، وفي كل مكان على المكشوف»، تماماً مثلما صار الدعم للرئيس بشار الأسد في سوريا على المكشودف وصار التحرك في العراق على المكشوف، وقد لا يطول الوقت حتى نرى جنوداً إيرانيين في كل هذه البلدان، وإن بصفة مستشارين.
من يدقق في خطاب نصر الله يوم العاشر من محرم يؤكد وجود مخطط للسيطرة على المنطقة برمتها، وأن إيران ستزيد من نشاطها في الفترة المقبلة بغية تطمين «وكلائها» أولاً، بأنها معهم على طول الخط، ولن تتأخر في توفير كل الدعم، وللإسراع في إنجاز الأهداف الموضوعة، فالفرصة اليوم تبدو مواتية بينما التأخر في إنجاز تلك الأهداف يهدد بفشل المخطط بأكمله وقد ينقلب السحر على الساحر.
هناك أمر يتم في الخفاء. لم يعد مناسباً التشكيك في وجوده، وهناك مخطط، وهناك متابعون للتنفيذ، وهناك وهنا وفي كل مكان يتوفر المنفذون الذين عليهم الدور الأساس والتضحية.
المثير في كل هذا هو أن الحكومة هنا قالت هذا الكلام مبكراً ونبهت إليه ولكن الكثيرين لم يصدقوها، واعتقدوا أنه لا يعدو تخويفاً أو إيهاماً بوجود عدو خارجي، يريد بوطننا السوء بغية التغطية على أمور تجري في الداخل، ولتفتيت «المعارضة» وتوفير الأسباب اللازمة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد رموزها والمنتمين إليها.
كلمة نصر الله وضعت النقاط على الحروف، وكشفت المستور كله،، فاليوم المواجهة – حسب تعبيره – بين معسكرين، حسيني ويزيدي، وأنه لا بأس من وقوع ضحايا كي يتمكن الولي الفقيه من نشر العدل في العالم، بدءاً من المنطقة، ولا بأس لو وضعت إيران كل إمكاناتها وثرواتها في خدمة ذلك المخطط الذي إن تم تنفيذه بعناية سيوصل إلى انتصار هذا المعسكر على ذاك.
التدقيق في تلك الكلمة ومتابعة ما سيجري بعد قليل في الساحة هنا وفي اليمن ولبنان وسوريا والعراق بدقة سيؤكد كيف أنها كانت بمثابة الضوء الأخضر لتنفيذ المرحلة التالية من الخطة المعتمدة، ويكفي دليلاً على هذا تعجل المشاركين في موكب العزاء في سترة الدخول في مواجهات مع رجال الأمن فور انتهائه، وما تلى ذلك من تحركات في اليوم التالي.
بالتأكيد لم يفت المتابعين لكلمة نصر الله ملاحظة أن كلمة عبد الملك الحوثي التي ألقاها في نفس اليوم وكلمة ما يسمى «ائتلاف فبراير» حملت نفس المضامين والتوجهات والتعليمات، الأمر الذي يؤكد الترابط بين كل هذه الجهات وبينها وبين الولي الفقيه في إيران.