لم تكن الدعوة التي تلقاها سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة عادية في العرف الدبلوماسي ولا حتى استقباله وتكريمه، فتلك مكانة تتمتع بها مملكة البحرين كدولة لدى السعودية أولاً وتلك مكانة خاصة لسمو الرئيس كرجل استثنائي في مرحلة استثنائية تمر بها المملكة العربية السعودية فهذا الرجل عركته الحياة ويعرف عن ماذا يتحدث حين يعطي المملكة العربية السعودية ثقلها وحجمها الذي يناسب مهامها ودورها الذي تتبناه بلا مجاملة وبلا تجميل.
حين يخص سمو الأمير خليفة بن سلمان المملكة العربية السعودية بخطاب استثنائي ليس لأن بيننا كبحرينيين وبينهم احتراماً للعلاقات التاريخية التي جمعتنا فحسب وليس لصلة القرابة بين الأسرتين الحاكمتين أو لقرب جغرافي، كما أن خطاب سموه حول مكانة المملكة العربية السعودية خطاب لا يعرف المجاملة حين يراها أهلاً لقيادة الأمة العربية فذلك ليس لمساحة جغرافية تحتلها المملكة العربية السعودية وليس لإمكاناتها العسكرية أوالاقتصادية -رغم أن تلك الإمكانيات متوفرة في أكثر من دولة عربية - إنما للدور الذي تلعبه هذه الدولة في حفظ أمن واستقرار جميع الدول العربية بلا استثناء وللبحرين على وجه الخصوص.
والبحرين تحفظ للمملكة مواقفها السياسية والعسكرية التي ساهمت في ثبات أمنها واستقرارها خاصة في 2011 حين كان سعود الفيصل وزيراً للخارجية، كما أكد ذلك خالد بن أحمد آل خليفة منافحاً عنا ومدافعاً وكأنه يدافع عن الرياض، ولاننسى مواقف كل الملوك التي حكمت وعلى رأسهم الملك عبدالله رحمة الله عليه أيام الأزمة فكلماته ستظل محفورة في قلوبنا.
أما على صعيد المساعدات المالية فللمملكة العربية السعودية فضل على جميع الدول العربية لايجب أن يبخس أو يظل طي الكتمان.
إذ جاء في تقرير لصندوق النقد الدولي فصل حول المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية خلال 40 شهراً فقط للدول العربية وقد بلغت 85 مليار ريال سعودي أي 8.5 مليار دينار بحريني أي 22.7 مليار دولار، وذلك بين عام 2011 وعام 2014 لدول تضررت مما يسمى بالربيع العربي.
ووفقاً لتقديرات خبراء صندوق النقد الدولي ومؤشرات التنمية العالمية، تأتي مصر في مقدمة الدول المتلقية للمساعدات المالية السعودية المباشرة، حيث بلغ إجمالي المساعدات المالية السعودية المرصودة لجمهورية مصر 24.4 مليار ريال (6.5 مليار دولار) خلال الفترة من يناير 2011 إلى أبريل 2014، واستلمت مصر منها 22.3 مليار ريال (5.9 مليارات دولار) حتى تاريخه. وتمثل المساعدات المالية السعودية المباشرة لمصر نحو 2.3% من إجمالي الناتج المحلي المصري.
ثم جاءت اليمن في المرتبة الثانية للدول العربية المتلقية للمساعدات المالية المباشرة التي تقدمها المملكة، حيث بلغ إجمالي المساعدات المالية السعودية المرصودة للجمهورية اليمنية 14.3 مليار ريال (3.8 مليارات دولار) خلال الفترة من يناير 2011 إلى أبريل 2014، واستلمت اليمن منها 4.4 مليارات ريال (1.2 مليار دولار) فقط نتيجة الأحداث الدائرة في اليمن مؤخراً. وتمثل المساعدات المالية السعودية لليمن نحو 8.4% من إجمالي الناتج المحلي اليمني (قبل عاصفة الحزم).
وجاءت المملكة الأردنية الهاشمية في المرتبة الثالثة للدول العربية المتلقية للمساعدات المالية المباشرة التي تقدمها المملكة، حيث بلغ إجمالي المساعدات المالية السعودية المرصودة للأردن 11.2 مليار ريال (3.0 مليارات دولار) خلال الفترة من يناير 2011 إلى أبريل 2014، واستلمت الأردن منها 7.2 مليارات ريال (1.9 مليار دولار) حتى تاريخه، وتمثل المساعدات المالية السعودية المباشرة للأردن نحو 8.1% من إجمالي الناتج المحلي الأردني.
وحلت البحرين في المرتبة الرابعة للدول العربية المتلقية للمساعدات المالية السعودية المباشرة، حيث رصدت السعودية 10.7 مليارات ريال (2.8 مليار دولار) كمساعدة مالية مباشرة للبحرين خلال الفترة من يناير 2011 إلى أبريل 2014، وتمثل المساعدات المالية السعودية المرصودة للبحرين نحو 8.4% من إجمالي الناتج المحلي للبحرين. وجاءت بعدها سلطنة عُمان بمساعدات مالية سعودية بلغت 9.4 مليارات ريال (2.5 مليار دولار) تمثل نحو 3.1% من الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان.
وفي المرتبة السادسة جاءت الضفة الغربية وقطاع غزة بمساعدات مالية سعودية بلغت 6.7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) تمثل نحو 14.4% من الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني. وحلت بعدها المملكة المغربية بمساعدات مالية سعودية بلغت 6.1 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) تمثل نحو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي المغربي، ثم السودان بمبلغ 2.0 مليار ريال (527 مليون دولار) تمثل نحو 0.8% من الناتج المحلي الإجمالي السوداني، ثم جيبوتي بمبلغ 255 مليون ريال (68 مليون دولار) تمثل نحو 4.3% من الناتج المحلي الإجمالي الجيبوتي. (المصدر جريدة الرياض 17 مايو 2015)
إن مواقف المملكة العربية السعودية تجاه أمن واستقرار الدول العربية ومساعداتها المالية ودورها في التحالف العربي ضد التدخلات الإيرانية في البحرين واليمن على وجه الخصوص يؤهلها لقيادة الأمة العربية بلا منازع نقولها بكل أريحية وبلا أي تردد.
ملاحظة:
العوجا هي الدرعية وتطلق عبارة أهل العوجا نخوة مهمة ترتبط بأسرة آل سعود وبمنطقة العارض، وقد يعود ارتباطها لآل سعود قبل قيام الدولة السعودية الأولى، ثم ارتبطت بجميع ما ينضوي تحت لواء الدولة السعودية، وكانت النخوة في المعارك والحروب التي خاضتها الدولة السعودية بأدوارها الثلاثة حتى في عهد الملك عبدالعزيز، ومثلها مثل أي نخوة أخرى فإنها لابد أن تكون مرتبطة بمعنى ودلالة، ولا شك أن الدرعية التي هي حسب ما أشارت إليه القصائد الشعرية المعاصرة بمثابة المكان الذي تنتخي به أسرة آل سعود التي أنشأت هذا المكان وكان المنطلق لإنشاء دولة قوية نشرت الأمن والاستقرار في الجزيرة العربية، وأيدت الدعوة الإصلاحية التي تقوم على أساس الدين الصحيح، كما جاء في القرآن الكريم وسنّة نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
و من أشهر أبيات الملك فهد بن عبد العزيز رحمة الله عليه
«حنا هل العوجا و لا به مراواة شرب
المصايب عندنا مثل شرب الفناجيل»