ترشح رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ابن البحرين الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة لمنصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أمر مشروع ولا غرابة فيه بعد النجاحات التي حققها للكرة الآسيوية في السنتين الماضيتين والقبول الآسيوي المطلق الذي يحظى به ليس من الآسيويين فقط إنما من مختلف القارات وهو الأمر الذي شجعه وحفزه أكثر للتقدم بالترشح لأعلى منصب كروي في العالم وثاني أعلى منصب رياضي بعد رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية.
كثيرون يعتقدون بأن حظوظ الشيخ سلمان في الفوز بالمنصب الدولي ضئيلة كونه عربياً في المقام الأول والأوروبيون والغرب بشكل عام يرون بأنهم الأحق برئاسة هذه المنظمة الرياضية العالمية الكبرى التي هيمنوا عليها منذ تأسيسها.
ولكن بعد الفضائح المتتالية التي هزت كيان «الفيفا» في الفترة الأخيرة والتي كشفت حجم الفساد والمفسدين الذين لم يكن من بينهم أي عربي ولله الحمد فأننا نرى أن حظوظ الشيخ سلمان ستكون كبيرة خاصة إذا تم تثبيت التهمة الموجهة للفرنسي ميشيل بلاتيني باعتباره المرشح الذي كان يحظى بأوفر الحظوظ حتى قبيل اتهامه برشوة المليوني فرنك.
بالأمس أعلن الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة ترشحه رسمياً للمنصب الدولي بعد قراءته المتأنية للمشهد العام وبعد مشاوراته المستفيضة مع العديد من رؤساء الاتحادات الوطنية في القارات الأربع - كعادته دائماً في التأني والمشورة - حيث لمسنا الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي القائم على الإصلاح أولاً وإعادة الهيبة للبيت الدولي لكرة القدم وهذه الخطوط العريضة تكشف مدى النوايا الحسنة التي يعتزم «بوعيسى» إبرازها في الفيفا كما فعل في الاتحاد الآسيوي حين نجح في تجسيد شعاره بتوحيد القارة الآسيوية تحت مظلة كرة القدم.
بالتأكيد فأن نجاح الشيخ سلمان بمنصب رئاسة الفيفا يعد حلماً عربياً إذا ما تحقق – وهذا ما نتمناه –فسيكون ذلك مفخرة لكل العرب والآسيويين وسيضع حداً للهيمنة الأوروأمريكية على زعامة الكرة العالمية.
الوقت لايزال مبكراً للحديث عن السيناريوهات المحتملة «للمعركة» الانتخابية لخلافة السويسري «جوزيف سيب بلاتر» وعلينا أن نترقب الأحداث التي ستستجد في قادم الأيام مع دعواتنا لابن البحرين البار بالتوفيق والنجاح.