أين الاستنكارات والإدانات للعمل المخزي الذي ارتكبه موكب عزاء ما يسمى «الديه» في إهانته لرموز الحكم في الدولة؟ أم أن الأوقاف الجعفرية ورؤساء المآتم لا يعنيهم الأمر؟ وماذا لو قامت جماعة بكتابة أسماء مراجع الشيعة وداست عليها بالأقدام؟ أم أن هؤلاء المراجع لهم قدسية ولا يمكن أن يتعرض لهم أحد بكتابة ولا بخطاب؟ ثم أليس مقام الحكام ورموز الدولة يعد أعلى مكانة في الدولة؟ وهل يمكن أن يحصل مثل هذا العمل بأن يكتب اسم رئيس الوزراء العراقي على الأرض، أو الرئيس الإيراني لتدوس اسمه وصوره أحذية مواكب العزاء؟ ثم هل هذا العمل المجرم الخبيث سينظر فيه على أنه مجرد أعمال مخالفة للقانون أو أنه سيطبق على من يقوم به قانون العقوبات المتعلق بالإهانة العلنية لرمز الحكم في البلاد أو علمها أو شعارها الوطني؟ ثم أين أصوات الذين خرجوا لنا بشعار المصالحة؟ وهل لايزالون مقتنعين أن ما حدث هو مجرد خلاف طائفي؟ أليس هذا العمل المجرم دليلاً على أن ما حدث في البحرين هي عملية انقلابية لإسقاط نظام الحكم الخليفي؟ ثم أليست هذه الجريمة دليلاً على إصرارهم على إسقاطه؟ أليس هذا دليلاً على تماديهم وتحديهم للدولة عندما يرتكبون مثل هذه الجرائم في وضح النهار وأمام مرأى الجميع وأمام عناصر خدمة المجتمع الذين تبدو طريقة وقفتهم وهم يشاهدون هذا العمل المجرم بكل ارتياح دون إبداء أية ردة فعل؟ ثم هل هذا جزاء رد الجميل عندما سمحت لهم الدولة بالخروج بمواكبهم وتم إغلاق الشوارع من أجلهم وتأمين سلامتهم؟ هل هذا جزاء تقدير الدولة لهم؟ أكل هذه المساعي الطيبة، ولايزالون يجحدون النعم التي تقدم لهم برغم عداوتهم الظاهرة الشاهرة لرموز الدولة؟
ثم ما هي قصة خروج المظاهرات بعد الانتهاء من مواكبهم، ومن ذلك سعي بعض المواكب للوصول إلى المنامة؟ فهل هذه المناسبة التي يقدسونها تدعو إلى الإفساد في الأرض والتعرض للناس في مناطقهم؟ وكذلك بالنسبة لقيام ميليشيات سنابس بقذف رجال الأمن بقنابل المولوتوف والأسياخ الحديدية والحجارة بعد انتهائهم من العزاء، فهل هذا تنفيذ لتعليمات الخميني التي يقول فيها كل أرض «كربلاء»؟ ثم أين رئيس المأتم من هذا العمل الإرهابي؟ وهل جزاء من يقوم بحماية مواكبهم وحراستهم يكون القتل؟ جميعها أسئلة ليس لها إلا جواب واحد وهو أن هذه القلوب ليست فيها ذرة ولاء للبحرين؟ ولن تعرف الولاء يوماً، ماداموا يتغذون منذ نعومة أظفارهم على الشتم واللعن، ولقد شاهدنا مشاهد تعبر عن مدى كراهيتهم لرموز الدولة وحكامها، بالضبط مثلما فعلوا في الدوار عندما علقوا المشانق ووضعوا التوابيت، ومثلما قاموا بتمزيق وحرق صور رموز الدولة في المؤسسات الحكومية في فترة المؤامرة الانقلابية الفاشلة.
مادام الحديث عن الأعمال الإجرامية التي قامت بها بعض مواكب العزاء في موسم عاشوراء، فلابد أن نذكر ما ورد وقامت به الجالية الإيرانية في النرويج هذه السنة في هذه المناسبة، حيث خرجت مظاهرة عارمة ضد نظام الملالي في شوارع أوسلو بالقرب من مكان تنظيم مراسم «تاسوعاء» التي أقامتها سفارة إيران في العاصمة النرويجية، حيث أطلقت المعارضة الإيرانية هتافات «الموت للديكتاتورية»، و»الموت لخامنئي»، وشعارات أخرى مثل «كفاكم استغلالاً للدين ضد الناس»، و»كفاكم متاجرة بالدين ضد القيم الدينية»، كما رفع المتظاهرون لافتات ورسوماً كاريكاتورية ضد القيادة الدينية في إيران، وفي اتصال هاتفي بـ»العربية نت»، قال أحد المشاركين في هذه المظاهرة، إن «الشخص الذي يشرف على المراسم التي أقامتها السفارة يدعى مهدي تدين، له علاقة وطيدة بالحرس الثوري الإيراني»، وقال كمال خشنود إن «الحكومة الإيرانية عبر جيوبها وسفاراتها في شتى أنحاء العالم تستغل مثل هذه المناسبات استغلالاً سيئاً لنشر أفكار النظام الطائفية في العالم والمنطقة العربية»، بالفعل إن ما يحدث في البحرين في هذه المناسبة الشيء نفسه، وهو استغلال هذه المناسبة لتأكيد الولاء لإيران أولاً بتنفيذ تعليماتها الطائفية في نشر الكراهية، مما يدلل على استناد هذه المجموعات والجاليات إلى الدعم الإيراني، ودعم المنظمات الأجنبية التي تغض الطرف عن جرائمهم الإرهابية، ولا تذكر منها سطراً ولا حرفاً برغم علمها ومشاهدتها بعيونها للعمل الطائفي الذي يمارس خلال ممارسة تلك الشعائر، حيث لاتزال هذه المنظمات وعملاؤها في البحرين يزعمون أن هناك ما يسمى «تضييقاً دينياً»، في حين أن بعض المواكب لا تتقيد بقانون ولا بعهد ولا ميثاق.