كلنا نعلم وكلنا كنا نسمعها من أولياء أمورنا عندما مررنا بمراحل الدراسة من المرحلة الابتدائية حتى تخرجنا من الجامعة «ادرس عشان تنجح» و»اسأل عشان تستفيد» وعلى الرغم من أن البعض كان يتذمر من كلمة «ادرس» إلا أن الالتزام بها غير حياة الكثيرين بأن استطاعوا تجاوز الامتحانات النهائية وتحصيل أفضل الدرجات وتحصيل المراتب العلمية المتقدمة في الجامعات فالدراسة كما عهدناها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع النجاح وتسير في خط مستقيم مع التفوق بعكس ما نراه اليوم من أغلب المسؤولين والأمر لا ينطبق على الرياضة فقط بل في أغلب المجالات خصوصاً المجالات الخدماتية أو التي تتصل بالمراجعين بشكل مباشر، فكثيرون هم المسؤولون الذين يخرجون لنا بتصريحات لوسائل الإعلام «تصريحات تشق القحفية من قوتها» بأن الجهة الفلانية تدرس المشروع الفلاني والتساؤل عن طرق تسهيل المشروع العلاني، لكن للأسف لم نر جديداً ولم نر نجاحاً منهم ومازالت الدراسة والتصريحات متواصلة.
غريب أمر من يدرس ليسقط وغريب أمر من يسأل كي لا يستفيد والأدهى والأمر بأن مثل تلك الشخصيات هي التي لا تتقبل النقد ولا تتقبل النصيحة فتلك الشخصيات هي التي تعتقد دائماً بأنها على صواب وهي «الصح والباقي غلط».
وبالمتابعة ومشاهدة الواقع اليومي تبين لنا دائماً بأن دراسة هؤلاء وسؤالهم لا يأتي للمصلحة العامة أو لإنجاح العمل بقدر ما هي دراسة هدم ما بناه الغير والسؤال للبحث عن عيوب الآخرين ومحاولة إسقاطهم بدلاً من تطوير أعماله، ودراستهم الأكبر هي الدراسة للوصول والتسلق والتملق بدلاً من التطوير في العمل.
والواقع هذا اليوم ينطبق على رياضتنا بشكل كبير خصوصاً في عملية الدراسة للسقوط والسؤال لعدم الاستفادة، ففي كل يوم نتلقى نفس المعلومة بأن المسؤول يدرس مسألة معينة ولا نرى أي إصلاح وتطوير لها بل الأمر يزداد سوءاً يوماً عن الآخر، وفي نفس الوقت نتلقى الأسئلة من المسؤولين حول القضايا المطروحة لمعرفة الحلول وفي النهاية كأن شيئاً لم يكن وتنتهي دراستهم وأسئلتهم لأن تكون إبر تخدير لا أكثر حتى ينشغل الرأي العام عنها ويمر الوقت وتصبح نسياً منسيا.
لا أظن بأن أحداً من المسؤولين المعنيين لم يقم بطرح تلك الجمل على أبنائه تحفيزاً لهم للدراسة والتحصيل الجيد والنجاح والتفوق لا الفشل والسقوط، فكما يطرحون نحن اليوم نطرح عليهم نفس الجمل ونريدهم أن يدرسوا لينجحوا ويسألوا ليطوروا، فرياضتنا اليوم فاض بها الأمر وتنتظر النجاح نتيجة كثرة الدراسات.