استيقظنا يوم الثلاثاء الماضي على وقع خبر مفاده»الكويت تغرق»، وهو ما يعبر عن قساوة السيول التي خلفتها الأمطار على مناطق عديدة في دولة الكويت الشقيقة، حتى شكلت تلك السيول المفاجئة ضغطاً على شوارع ومدارس وبقية خدمات تلكم المناطق، مما حدا بالحكومة الكويتية أن ترفع مستوى الطوارئ في مستشفياتها إلى الدرجة القصوى.
ليست المفاجأة في هطول الأمطار الغزيرة، لا على دولة الكويت ولا على غيرها من الدول الخليجية العربية الأخرى، بل ما يمكن أن نستغرب منه وننذهل، هو عدم وجود أرضية قوية وصالحة للأزمات والكوارث في دولنا، فبعيد هطول الأمطار الغزيرة، وجريان السيول الجارفة لكل ما يعترض طريقها في عواصمنا ومدننا الخليجية، حتى نكتشف بعدها هشاشة بعض البنى التحتية أو عدم وجود خطة للطوارئ والكوارث يمكن أن تجنبنا الكثير من الخسائر.
وعلى إثر هذا الأمر، يمكن لنا أن نقول إن البحرين ليست بمنأى عن هذه المفاجآت المناخية، خصوصاً وأن كل دول الخليج العربي تقع تحت جو مناخي متقارب للغاية وذلك لوقوعها في حوض واحد مع بقية الدول الخليجية الأخرى، لكن الأسئلة يمكن أن تكرر نفسها هنا، ما هي استعدادات البحرين للشتاء وللكوارث ولكل المفاجآت والتقلبات المناخية الخطيرة بل وللكثير من الأمراض والأوبئة التي قد تداهمنا في أية لحظة؟ وما هي خطة اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث واستعداداتها لهذا العام والعام المقبل؟
ربما لم تختبر البحرين ولا اللجنة الوطنية للكوارث حتى هذه اللحظة في ما يتعلق بما قد يحدث -لا قدر الله- من مكروهٍ أو تقلبات مناخية سيئة أو تفشي أمراض وأوبئة خطيرة، وهنا يجب علينا فحص إمكانياتنا جيداً قبل وقوع ما لا نتمناه، وألا تكون الكوارث الحقيقية والفعلية هي مقياس استعداداتنا وإمكانياتنا، ولهذا يجب أن تكون الدولة بأكملها مستعدة لكل المفاجآت التي قد تداهمنا في أي وقت.
قبل عدة أعوام قليلة مضت، هطلت أمطار غزيرة للغاية على البحرين، وتكشف الكثير من عيوب شبكات تصريف مياه الأمطار، وذلك حين غرقت بعض المناطق جراء سيول الأمطار الغزيرة. حينها كنت أحد المدعوين للمؤتمر الصحافي الذي قام به وزير الأشغال وكبار المسؤولين بالوزارة لتوضيح أو تبرير صلب المشكلة، لكن كان من الأفضل حينها أن لو عالجت الوزارة مشكلة شبكة تصريف مياه الأمطار بدلاً من إقامة مؤتمر في الوقت بدل الضائع، وتبرير الخيبات الحاصلة.
نحن هنا لا نريد التقليل من عمل الجهات المعنية في هذا المجال، وعلى رأسهم اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث وبقية الوزارات والهيئات المسؤولة عن هذا الأمر، لكننا نحاول أن نعلق الجرس في رقبة المسؤولين قبل الحدث، وأن ندق أبواب الجهات المختصة في هذا المجال قبل البكاء على اللبن المسكوب كما جرت العادة، فالوقاية خير من العلاج، والبحرين أمانة يجب علينا أن نقوم بما يحفظها وقت الأزمات والكوارث.