رغم أن موسم كرة القدم المحلي ما يزال في بدايته إلا أننا فوجئنا ببروز ظاهرة إقالة المدربين مبكراً فكانت البداية مع مدرب المحرق الفرنسي «دراغان» وذلك قبيل انطلاق مسابقة الدوري العام، ولحق به مدرب المنامة الإسباني «مبغيل أولمو» بعد الخسارة من الأهلي في الجولة الأولى، ولا ندري على من سيكون الدور القادم!
يبدو أن لدى أنديتنا معايير خاصة جداً في تقييم المدربين أساسها الأول نتائج المباريات حتى وإن كانت في مثل هذه المرحلة المبكرة جداً من المسابقة!
مدرب المحرق الفرنسي «دراغان» سبقته إشادات بالكفاءة من قبل مسؤولي النادي مالبثت أن تحولت إلى انتقادات خفية أحياناً وظاهرة أحياناً أخرى وانتهت بإقالته رغم أنه لم يشارك بالفريق الأول إلا في مباراة واحدة في مسابقة كأس الاتحاد أمام الرفاع ونجح يومها في الفوز بالمباراة، بينما كان يخوض باقي مباريات هذه المسابقة التنشيطية بالصف الثاني وأحياناً بأقل من ذلك مما عرضه لبعض الهزائم الثقيلة، ولا أدري كيف تم تقييم عمله وسط هذه الظروف وفي هذه المدة القصيرة!
أما مدرب فريق نادي المنامة الإسباني «أولمو» فيبدو أن سبب الاستغناء المبكر عن خدماته يعود للخسارة المبكرة أمام الأهلي بثلاثية نظيفة، على الرغم من الإشادات التي تزامنت مع التعاقد معه قبل أشهر!
الغريب في الأمر أن نرى مثل هذه الإقالات في مثل هذا التوقيت المبكر جداً مما يدل على أن أسباب الإقالة لم تتم وفق معايير فتية دقيقة بقدر ما هو اجتهاد إداري الغرض منه إبعاد الضغوط عن الإدارة و تحميل المسؤولية للمدرب باعتباره كبش الفداء الأول!
طبعاً نتوقع قرارات مماثلة في قادم الأيام من أندية أخرى وهذه المرة سيكون كبش الفداء مواطن بحريني بعد أن خلت الساحة التدريبية من المدربين الأجانب!
ولكن الأسئلة المهمة في هذا الموضوع هي من الذي يقيم أداء المدربين داخل الأندية وعلى أي أساس تتم التعاقدات وماهي المعايير التي يرتكز عليها المقيمون لأداء المدربين ومن يتحمل تبعات فسخ العقود وما تسببه من أعباء مالية تنهك كاهل خزائن الأندية أكثر مما هي فيه من إنهاك!
مثل هذه القرارات تكشف لنا مدى سطحية الإجراءات الإدارية في الأندية فيما يتعلق بالتعاقدات مع المدربين وكيف أنها تفتقد إلى الدقة وتكتفي بالسير الذاتية النظرية أو الاعتماد على المشورات الشخصية التي لا تخلو من العاطفة في كثير من الأحيان، وإلا كيف لنا أن نفسر إقالة مدرب لمجرد خسارة مباراة واحدة في الوقت الذي يمتد فيه العقد لموسم كامل يفترض أن يلعب فيه النادي أكثر من عشرين مباراة، إلا إذا كان العقد مشروطاً أو مرهوناً بعدم خسارة أية مباراة!
نتمنى ألا تتفاقم ظاهرة إقالة المدربين بهذه الطريقة الغريبة التي تخلف انطباعاً سلبياً عن الإدارة الرياضية لدينا وأن معيارنا الوحيد في التقييم هو الفوز والخسارة حتى وإن كانت منذ الوهلة الأولى وأن المدرب هو من يجب أن يتحمل كل المسؤولية ويكون كبش الفداء، أما الإداريون واللاعبون فهم في مأمن لا يطالهم الحساب!