بالفعل هي ضربة معلم من وزارة الداخلية التي يرأسها وزير «محنك» بالفعل مثل الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ورجاله الأكفاء المخلصين، حفظهم الله من كل شر ومكروه، وقواهم ليكونوا ذخراً لأمن الوطن وأهله.
أتحدث هنا عن «المعرض الأمني» الذي أقامته الوزارة على هامش فعاليات «حوار المنامة»، والذي رأينا فيه اهتماماً لافتاً من قبل زائريه ووسائل الإعلام الأجنبية التي أمطرت الرجل الفاضل اللواء طارق الحسن بعديد من الأسئلة بشأن الوضع الأمني في البحرين، ومكافحة الإرهاب وغيرها.
تعودنا في ما سبق حينما تحتضن البحرين فعاليات دولية يحضرها عدد كبير من المشاركين والإعلاميين، أن تترك الساحة بشكل هادئ «إعلامياً» لعناصر كارهة للبحرين وجمعيات «مؤدلجة» و«طوابير خامسة» لـ«تتلقف» هؤلاء الزائرين وتمنحهم المعلومات المغلوطة وتغذيهم بـ«الفبركات» وتأخذهم في جولات يمنة ويسرة تحاول فيها تصوير البحرين على أنها دولة فيها كارثة إنسانية، وتغيب عنهم الجانب المشرق من بلادنا عبر الإنجازات والعمران وحياة الناس والانفتاح الاقتصادي.
ولأن العالم كثيراً ما «ضلل» بما «يفبرك» إعلامياً في الخارج، فإن خطوة وزارة الداخلية كانت بالفعل «خطوة موفقة»، وتحركاً مطلوباً لإيصال الصورة الحقيقية لما يحصل في البحرين لهذه الجموع الغفيرة من المشاركين من سياسيين ووسائل إعلام، وأجزم بأن كثيراً منهم -بفضل الله ثم بفضل هذا المعرض- استوعب حقيقة ما تمر به البحرين، وما تعانيه من إرهاب ممنهج تقوم به جماعات متطرفة تدين بالولاء لإيران، تدعمها بعض الجمعيات التي أثبتت بأنها حامية للإرهابيين داعمة لهم مبررة لأعمالهم.
المعرض بين لوسائل الإعلام الأجنبية كم شهيد واجب بحرينياً استشهد بفعل الإرهاب والإرهابيين؟ وكم رجل أمن من البواسل الذين راحوا ضحايا فداء لهذا الوطن؟ وعلى يد من يتباكون في الخارج من جمعيات وأفراد يوهمون العالم بأن في البحرين «مجزرة» و«قمعاً» و«استهدافاً» لسلامة الناس، بينما الحقيقة أن في البحرين استهدافاً لرجال الشرطة وقوات الأمن، وأن في البحرين محاولات لزعزعة الاستقرار وتقويض دعائم الأمن وإرعاب الناس، وأن في البحرين مساعي مستميتة للتغرير بالغرب والكذب على رؤوس الأموال وتشريد المستثمرين لتكسر البحرين اقتصادياً.
هذه هي الحقيقة التي عرضت بالحقائق والأدلة أمام عيون الإعلاميين الأجانب، وتمت الإجابة على أسئلتهم بكل شفافية ووضوح من قبل وزارة الداخلية، فالبحرين لا تملك ما تخفيه، بل هي «المظلومة» إعلامياً بأفعال عملاء إيران.
كمية الذخائر والأسلحة المهربة ونوعية المتفجرات والأسلحة البدائية المصنعة محلياً من قبل من تلقوا تدريبات خارجية في معسكرات إيرانية أو عراقية أو في معسكرات «حزب الله»، كلها بينت للإعلاميين حقيقة من يقف أمام الفوضى في البحرين، ومن يحاول تجنيد من يوالونه ويصنع منهم طوابير خامسة.
لكن الأهم في ما يكشفه المعرض الأمني لوزارة الداخلية للإعلاميين الأجانب والمشاركين في المنتدى، أسلوب تعامل مملكة البحرين مع هؤلاء من النواحي الأمنية، وأشك بأن كثيراً منهم لم يذهلوا من التعاطي الأمني الحريص على حقوق المتهم ويراعي حقوق الإنسان، رغم أن بعضهم مدان بشكل واضح ومثبت بالأدلة بالإرهاب، وهذه التهمة التي أمامها لا تراعي دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها أية معايير لحقوق إنسان وغيرها، فالإرهابي لديهم إنسان أعلن تخليه عن حقوقه حينما مارس الاعتداء على أمن الدول وشعوبها.
البحرين تحتاج بقوة للدفاع عن قضيتها بعدالة وبالأدلة الدامغة في كل محفل وفعالية تستقطب اهتمام العالم، خاصة وأن العالم يعلن اليوم حربه على الإرهاب بكل أنواعه، والبحرين من هذه الدول التي يستهدفها الإرهاب بشكل واضح وصارخ، طبعاً من إيران وأذيالها وعملائها، ومن تنظيم الدولة «داعش» كما بينت الداخلية للإعلاميين بضبطها خلية إرهابية فيها 24 متهماً.
نكرر الشكر لوزارة الداخلية على جهودها، وعلى معرضها الأمني الذي بالتأكيد ساهم كثيراً في تصحيح نظرة مغلوطة لدى كثير من زائري البحرين وإعلاميي الوسائل الأجنبية.
تغييب إعلامي متعمد لذكر إيران وإرهابها
حتى في تغطية «حوار المنامة» هناك «فبركات» يمارسها الإعلام الأصفر!
إذ في حين تحدث غالبية المسؤولين المشاركين ومن ضمنهم الأمريكان صراحة عن الإرهاب الذي تواجهه منطقة الخليج العربي وذكروا «إيران» بالحرف والنص ودعمها للإرهابيين ومحاولتها زعزعة استقرار المنطقة، غيبت الصحيفة «ذات المصداقية العالية» كما تدعي، أي ذكر لإيران من عناوينها الرنانة البارزة، بل كانت محاولة «تلطيف» مضامين التغطيات والأخبار في ما يتعلق بذكر إيران واضحة، وطبعاً في المقابل في كل عنوان ترى اسم «داعش» ولا شيء يفوق ذكر «داعش»!
انظروا لهذا التعاطي الموثق، ومحاولات الدفاع ولو بشكل ضمني عن «إيران» وتدخلاتها في المنطقة وفي البحرين تحديداً، وبعدها يتضايقون إن اتهمهم الناس بأن ولاءهم لغير البحرين. فعلوها أيام مؤامرة الدوار ووضعوا صورة لمصاب في المغرب العربي وقالوا إنها في البحرين، بالتالي لا غرابة!
أي بحريني غيور على هذه الأرض وينتمي لها، سواء كان إعلامياً أو صاحب مهنة أخرى، يعرف تماماً أن أكبر جهة تستهدف البحرين هي إيران، قبل الغرب وقبل «داعش» وغيرهم، والساكت الخانع عن ذلك ليترك عنه بالتالي إزعاجنا والادعاء كذباً الوطنية والانتماء لأرض البحرين الخليجية العربية.