جاء في الخبر؛ بأن مجلس النواب وافق في جلسته يوم الثلاثاء الماضي على اقتراح عاجل بشأن قيام الحكومة بمضاعفة مبلغ التعويض عن رفع الدعم عن اللحوم ليصبح 10 دنانير لكل فرد من أفراد الأسرة لحين إقرار البطاقة التموينية. وقرر المجلس رفع المقترح إلى الحكومة. كما جاء في الخبر أيضاً، أن المجلس وافق كذلك على اقتراح برغبة «بصفة مستعجلة» بشأن قيام الحكومة بدراسة أوضاع «القصابين» البحرينيين في الأسواق المركزية والأسواق المختلفة في البلاد والأضرار المادية والمعيشية التي تكبدوها جراء قرار رفع الدعم عن اللحوم، وتقديم الدعم اللازم لهم.
ربما يكون هذا مجرد مقترح، وربما يكون مقترحاً جيداً، لكن ليس هذا هو الذي يتطلع إليه الناس في الشارع البحريني، فتطلعاتهم تفوق العشرة دنانير، وحتى البطاقة التموينية التي لم نعرف شكلها وتفاصيلها بعد، فالواقع يتحدث عن أعباء مالية صعبة قد تواجه الناس في ظل الأزمة المالية التي تشهدها المنطقة، لكن رهاننا دائماً وأبداً كما ذكرنا من قبل، هو أن يظل المستوى المعيشي للمواطنين كما هو، إذا لم يكن يسير للأفضل، فالمساس براتب الموظف البسيط أو بلقمة عيشه خط أحمر، فمسألة المستوى المعيشي للناس أكبر بكثير من عشرة دنانير تعيش في مخيلة النواب كحل لأزمة اللحوم وغيرها، فالعشرة دنانير أو الخمسة دنانير التي أقرتها الحكومة كمبلغ لما يشابه دعم اللحم للأسر البحرينية هي فكرة لم يستسغها الشارع البحريني على الإطلاق، لأن المبلغ التعويضي عن رفع دعم اللحم، هو السعر الحقيقي «للعظم» قبل الرفع، ولهذا فإن مبلغ 10 دنانير لم ولن تسدّ مسد المبلغ المرفوع عن المواطنين ولو لمستوى الربع.
أما في ما يتعلق بأزمة القصابين، فإن الإخوة النواب اكتفوا بأن تقوم الحكومة «بدراسة أوضاع القصابين البحرينيين في الأسواق المركزية والأسواق المختلفة». يتوهم هؤلاء أن «الدراسة» هي الحل لمشكلة «كسبة» يعانون أشد المعاناة في هذه الظروف الصعبة، وكأنهم وحدهم الذين يدفعون ضريبة هذا الإشكال الاقتصادي، بينما هم ليس لهم دخل في هذا الشأن، أو كأن الأقدار رمتهم في حضن هذه الأزمة، واليوم يدفعون ثمن هذا الأمر الذي لا يتحملونه أصلاً، فهم اليوم بين مطرقة رفع الدعم وسندان المقاطعة الشعبية للحم!
يجب أن يكون قرار رفع الدعم عن اللحم من عدمه، وكذلك حول أزمة القاصبين، سواء من طرف النواب أو الحكومة، أرقى من هذه الحلول الترقيعية التي نسمع بها كل يوم، فالبحريني أغلى من أن يعيش في دوامة «اللحم» طيلة يومه وحياته، أو أن يكون «اللحم» هاجسه الوحيد الذي يتحسس من خلاله جيبه أو قوت عياله، فالعلاج مطلوب، لكن من دون المساس بكرامة إنسان هذا الوطن، نتمنى أن تكون الصورة واضحة لدى النواب، إنها الكرامة.