انقضت عطلة الفروسية سريعة، وعادت الجياد إلى مضمار السباقات لتبدأ عاماً جديداً، تشير فيه جميع العناصر بأنه سيكون ملتهباً، فالكتاب يقرأ من عنوانه، والعنوان إحياءً لذكري رجل أحب الخيل والسباقات، وساند أهل الخيل لسنين طوال «كأس المغفور له الشيخ راشد بن عيسى».
في كل عام من أعوام الفروسية دائماً ما تكون هناك قائمة بالكثير من الأمنيات والتطلعات لسنة جديدة – أمنيات تذكر أهل الخيل بالعديد من الأهداف التي يتمنون تحقيقها – البعض منهم نال من أهدافه نصيباً، والبعض الآخر تعثر وكان موسمه محبطاً، وفيه من الأحداث ما يقلل العزائم، والبعض الآخر يحلم بتحقيق انتصارات قد تكون أكبر من الخيال – لكنه عالم الخيل والسباقات، فهي دائماً خارج عن المألوف، وتأتي بكل ما هو غريب وعجيب. فدائماً ما تري أهل الخيل يحذوهم الأمل، ويحملون أحلام الانتصارات الكبيرة ولسان حالهم يقول «تفاءلوا بالخير تجدوه»، والحرص الدائم أن يكون هذا التفاؤل رفيقهم في منافسات الموسم الجديد، وفي كل أيام العمر.
فالبعض خطط ورسم قائمته، وعمل منذ فترة طويلة للاستعداد لمنافسات موسم طويل شاق، سيكون بكل تأكيد صعباً على الجميع، خاصة إذا ما نظرنا إلى مستوى ونوعية وحجم الخيول المتواجدة في ردهات النادي حالياً، والخيول الجديدة القادمة من معقل السباقات العالمية مدينة «نيوماركت» والتي تزيد عن 30 حصاناً وفرساً قادمة لخوض عباب المنافسات في راشد للفروسية.
فكل الدلائل تشير إلى موسم مثير، بطابع تنافسي كبير، ومواجهات من العيار الثقيل بين جياد الجليل القديم التي سطرت من السباقات ما لا ينسى، وبين الجيل الجديد – مواجهة بين جياد الأمس وجياد اليوم تدور فيها الأحداث على شاكلة المسلسلات التي تروي كيف تحولت سباقات نادي الفروسية من سباقات ذات مستوى متواضع إلى سباقات رفيعة المستوى لا تستطيع جياد كانت قد حققت الفوز في أعتى المضامير العالمية على بسط سيطرتها على السباقات، أو ربما لا تستطيع من تحقيق فوز واحد شرفياً لحفظ ماء الوجه.
إنها سباقات تتجلى في تمثيل المغامرة لمحبي المتعة والأضواء الساطعة، ربما يبحث أحدهم على السعادة من خلال فوز كبير يسعده ويسعد جميع أفراد الإسطبل، وربما لا يأتي هذا الفوز المنشود حتى بعد حين. لكن ماذا يخبئ المستقبل إلى جميع أهل الخيل الذين يصنعون المتعة لآلاف من الجماهير العاشقة لهذه الرياضة النبيلة .. كل عام فروسية وأنتم بخير.