بالكاد أنهى الأستاذ اليوم دفع ثمن تصليحها لصاحب «الكراج» الذي تعاطف مع فقره المتوسط وقبل تقسيط ثمن تصليح السيارة له.
أغلق بابها المهترئ وانتحى مكاناً قصياً وسط الجماهير المحتشدة احتجاجاً على الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في البلد. وقف وهتف لا لشيء.. سوى أنهم طلبوا منه الوقوف والهتاف.
في اليوم الثاني صدم الأستاذ وهو يشاهد صوره تتصدر تقارير القنوات الفضائية الأجنبية الناطقة بالعربية.
صعق لتقصده الاختفاء وسط الحشد ولتقصد الإعلام إشهاره دوناً عن الحشد.
رن جرس المنزل ففزع، وعرف أن أمن الدولة قد حضر لاعتقاله والتحقيق معه ثم سجنه وتعذيبه.
لكن الباب انفرج عن رجل غريب الهيئة يحمل في يده تذكرة سفر وملفاً لتفاصيل الرحلة.
أغلق السائق الأنيق باب سيارة «المرسيدس» التي أقلته للمطار. كان الرجل غريب الهيئة في انتظاره مع اثنين يشبهان هيئة الأستاذ.
وعلى مقعده الوثير في مقصورة الدرجة الأولى بالطائرة كتب الأستاذ الخطبة التي سيهتف بها في مؤتمرات الديمقراطية والحريات التي ستقام في المدن الأوروبية.
بقيت صوره تتصدر القنوات الفضائية وعرف باسم الناشط الأستاذ.