التوثيق مسألة مهمة جداً، وبناؤها على المعطيات والأرقام عملية تقوي الخوض في أي موضوع أو نقاش بما يدعم القضية المعنية.
لذلك، من المهم جداً التوقف بشكل متأنٍّ عند التقرير الذي أصدرته مجموعة «حقوقيون مستقلون» والذي تحدثت فيه عن الاستهداف الإيراني لبلادنا وأوردت فيه أرقاماً مهمة و»خطيرة» بشأن الإرهاب المنظم المدعوم إيرانياً والذي يستهدف البحرين.
سنورد بعض النماذج من أهم الأرقام والإحصائيات وكيف أنها تثبت وبسهولة حقيقة أن البحرين تتعرض لاستهداف خارجي يعمل مع عناصر داخلية من خلال مخططات إرهابية ممنهجة. وهذا ما يدحض كل كذبة تساق وفبركة تقدم للإعلام الخارجي باعتبار أن البحرين فيها «أزمة سياسية» بينما الصحيح أن البحرين تعاني من «أزمة إرهابية» تغذيها وتعمل لأجلها جهات كارهة للبلد، من ضمنها جمعيات مرخصة تتعامل معها الدولة حتى اللحظة بأسلوب مرن متسامح، في حين لو كانت هذه الجمعيات تمارس نفس الدور في دول غربية وحتى إيران نفسها لـ»شمعت» أبوابها بالشمع الأحمر، ولحوكمت قياداتها وعناصرها بتهم تصل في مستواها إلى «الخيانة العظمى».
أهم الأرقام التي يجب أن تردد وتذكر دائماً للإعلام الخارجي تتمثل باستشهاد 19 رجل أمن وتعرض 2300 منهم لإصابات متباينة في درجة الخطورة ابتداء من الطفيفة إلى حالات العجز. وهذه الأرقام ناتجة عن محاولات استهداف صريحة لرجال الأمن، تغذيها دعوات تحريضية من جمعيات تصف رجال الأمن بأقذع الأوصاف وتحض على مواجهتهم و»سحقهم» بموجب فتوى صريحة من مرجعهم الديني.
في عام 2013 تعرض 945 رجل أمن للإصابة جراء أعمال إرهابية، وفي 2014 أصيب 322 فرداً، في حين تعرضت مديريات الشرطة في عام 2012 إلى 179 استهدافاً وقل العدد إلى 63 في عام 2014.
حتى المدارس تعرضت ما نسبته 40% من مجموعها لاستهداف إرهابي وعمليات تخريب في مساعٍ لتعطيل الحركة التعليمية وترويع الطلبة.
هذه الاستهدافات لا توصف إلا بالأعمال الإرهابية التي تستخدم فيها أسلحة مختلفة التصنيع، من بدائية وزجاجات مولوتوف وصولاً لأسلحة حربية مهربة. وللتنويه فإن 6 شبان ممن يمارسون الإرهاب ماتوا نتيجة انفجار عبوات وقنابل ناسفة أثناء زرعها لاستهداف رجال الأمن.
الأجهزة الأمنية قامت في السنوات الماضية بعمليات مكثفة للسيطرة على الإرهاب والقبض على عناصره وتجفيف منابع تمويله ودعمه.
البحرين ضبطت أسلحة كلاشينكوف وذخائر متنوعة، ضبطت 150 قنبلة يدوية، أكثر من 5 أطنان من مواد الـ«تي إن تي» والـ»سي 4» المتفجرة.
عمليات حرق الإطارات مستمرة لسد الشوارع الحيوية وإقلاق حياة الناس، وإن قلت نسبتها فهي مازالت مستمرة كفعل إرهابي لا يوصف بخلاف ذلك.
في عام 2012 اكتشفت أجهزة الأمن مصنع مواد متفجرة في منطقة سلماباد. وفي عام 2013 أحبطت الداخلية محاولة تهريب أسلحة عن طريق البحر. وبنفس الطريقة والأسلوب ضبطت محاولة تهريب أسلحة قادمة من إيران عن طريق البحر في 2015، وفي نفس العام تم إلقاء القبض على إرهابيين تدربوا في إيران، وأحبطت الجمارك السعودية محاولة تهريب مواد متفجرة. إضافة إلى اكتشاف مستودع في داركليب لمواد شديدة الانفجار وعدد من المخابئ السرية في عدد من القرى، وأخيراً ضبط تنظيم إرهابي مكون من 47 شخصاً لهم علاقة بإيران. كل هذه الأرقام والتفاصيل ينبغي أن يعرفها كل مواطن مخلص للبحرين، ينبغي أن يتذكرها ولا ينساها، وتكون مادة في يده يقدمها لأي وسيلة إعلامية أجنبية تنشر المغالطات، تكون حجة بيده في أي نقاش ومواجهة مع عناصر تدعم الانقلابيين وتحاول حمايتهم وتبرر إرهابهم. الكذبة التاريخية لهم بأن البحرين فيها «أزمة سياسية» سقطت، ويجب الاستمرار في إسقاطها والرد عليهم بهذه الأرقام التي «تلقمهم حجراً».
البحرين ليست فيها أزمة سياسية مرتبطة بالحكم، بل فيها «أزمة إرهابية» سببها عملاء وطوابير خامسة تعمل من الداخل لصالح إيران.