الرياضة -كما تعلمناها منذ الصغر ونحن طلاب في المدارس- هي أخلاق ومبادئ وقيم ومنافسات شريفة وتحديات مشروعة، وهي المجال الأنسب للحفاظ على الصحة العامة والطريق الأمثل لإبعاد الشباب عن الانحراف الأخلاقي.
لم تكن الرياضة أبداً هدفاً لتحقيق مكاسب مالية بطرق ملتوية وغير مشروعة بل على العكس من ذلك كانت حافزاً من حوافز العمل التطوعي الذي تجلى بوضوح في العديد من الفعاليات الرياضية مثل الدورات الأولمبية التي كانت تستقطب آلاف المتطوعين وقد شاهدنا ذلك بأم أعيننا في أولمبياد لوس أنجلوس 1984 وسيئول 1988، بل إن التطوع الرياضي كان الأساس الذي قامت عليه الرياضة البحرينية حتى وقت قريب إلى أن بدأنا نستشعر انحسار العمل التطوعي بحلول زمن الماديات الذي بدأت معه مرحلة التسابق على المناصب أكثر من التسابق على تعزيز الولاء والانتماء للكيان الرياضي!
فضائح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وما تبعها من فضائح الفساد المالي والرشاوى وخرق أنظمة وقوانين مكافحة المنشطات التي طالت الاتحاد الألماني لكرة القدم والاتحادين الدولي والروسي لألعاب القوى والمجلس الأولمبي الآسيوي، كل هذه الفضائح التي دنست الرياضة اتخذتها وسائل الإعلام العالمية عناوين بارزة لاتزال تدوي في مختلف هذه الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة، فضلاً عن المواقع الإلكترونية!
هذه الفضائح المتعددة كشفت مدى حجم الفساد الإداري والمالي الذي يطوق المنظمات الرياضة العالمية -التي كنا نتخذ منها مثالاً للتميز والنجاح قبل أن تنكشف حقيقتها- لدرجة أننا أصبنا بالإحباط ولم نعد نثق في هذه المنظمات، بل إن ثقتنا بدأت تهتز في هذه المنظمات ونتمنى ألا تمتد عدواها إلى منظماتنا الرياضية في ظل انحسار العمل التطوعي وازدياد موجة الصراع الشخصي على المناصب الرياضية في كل من الأندية والاتحادات الرياضية!
نأمل أن تكون هذه الفضائح دروساً وعبراً لكل من تسول له نفسه للمساس بالمبادئ والقيم الرياضية أو يسعى للعبث بالمال العام مستغلاً منصبه ونفوذه وعليه أن يدرك بأن الطرق الملتوية لن تؤدي إلا إلى الهلاك والعياذ بالله.