السكري حالة مرضية معقدة ومزمنة، لا يستطيع فيها الجسم أن يستخدم أو يخزن الجلوكوز بشكل صحيح، بسبب نقص أو عدم كفاءة هرمون الأنسولين، الذي يفرزه البنكرياس للتحكم في مستوى نسبة السكري في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكري في الدم بشكل كبير، الأمر الذي يؤدي إلى تلف الشرايين التي توصل الغذاء إلى جميع أعضاء الجسم. ومن ثم فالمرض يؤثر على جميع مجالات حياة الفرد، مما يتطلب رعاية وعناية فائقة الجودة.
وهناك نوعان رئيسان للمرض، الأول، «المعتمد على الأنسولين»، والذي يتوقف فيه الجسم تماماً عن إنتاج الأنسولين، ويحتاج المرضى المصابين بهذا النوع الأول إلى أخذ حقن الأنسولين يومياً من أجل البقاء على قيد الحياة، وهذا النوع من السكري يتطور ويظهر عادة في الأطفال أو صغار البالغين، ولكن قد يحدث في أي سن.
أما النوع الثاني من السكري «غير المعتمد على الأنسولين» يظهر عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الأنسولين أو يكون غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل سليم، وهذا النوع من مرض السكري عادة ما يصيب كبار السن وأصحاب الوزن الزائد والذين لديهم تاريخ عائلي مع هذا المرض، وعلى الرغم من أنه يظهر بصورة متزايدة لدى الشباب، خاصة المراهقين، فهو يعد مرضاً متعلقاً بنمط الحياة خاصة البدانة.
والملاحظ أن نسبة الإصابة بالمرض في ازدياد مستمر سواء على المستوى الوطني أو الخليجي حيث تعد منطقة الخليج من المناطق الأعلى إصابة بمرض السكري في العالم وتعتبر البحرين من الدول الـ10 الأكثر نسبة بالإصابة بمرض السكري على مستوى العالم، ووفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن نسبة الإصابة بالمرض بلغت 17.5% لمن هم فوق سن 18 سنة والنسبة قابلة للزيادة بحلول عام 2030.
وهناك طرق أساسية للوقاية من المرض أبرزها، المحافظة على الأكل الصحي، وممارسة النشاط البدني، واستعمال الأدوية بالفم أو حقن الأنسولين أو كليهما حسب وصف الطبيب المعالج، والمحافظة على زيارة الطبيب الروتينية وإجراء التحاليل، والتحكم والسيطرة على معدلات السكري بالدم والعمل على الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والتخلص من السمنة، والامتناع عن التدخين، ومن ثم هناك تحاليل سنوية للكشف المبكر عن مضاعفات السكري على المريض الالتزام بها.
ولاشك في أن الرياضة تعتبر جزءاً أساسياً للمحافظة على حياة صحية خاصة لمرضى السكري، لأن الرياضة تحرق الدهون وتساعد على فقدان الوزن فهي بالتالي تتحكم بمعدلات السكري بالدم، ولذلك ننصح بمزاولة الرياضة بمعدل 150 دقيقة أسبوعياً أو بمعدل ساعة 3 مرات في الأسبوع.
ولذلك ننصح الأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض أو المصابين بالمرض بالفعل، بأن يثقفوا أنفسهم، مع ضرورة متابعة الطبيب وإجراء الفحوصات الدورية تحت إشراف الطبيب المختص. كما نوصي بضرورة التحكم بمعدلات السكري، ومستوى ضغط الدم والكوليسترول، والمحافظة على الوزن المثالي، من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة النشاط البدني، والتوقف عن التدخين، وتجنب القلق والتوتر والضغوط النفسية والعصبية.
وفيما يتعلق بجزئية الغذاء الصحي، لابد أن ننوه إلى ضرورة تناول الوجبات الصحية الغنية بالألياف والخضروات، وتجنب تناول الأغذية التي تحتوي على النشويات والسكريات والدهون.
الجدير بالذكر أن ضبط معدل السكري في الدم يعالج الضعف الجنسي ومشاكل الانتصاب، فكلما ضبطنا معدل السكري والضغط والكوليسترول كلما استطاع المصاب بالسكري الحفاظ على قوته الجنسية.

* استشارية طب العائلة وأخصائية السكري بوزارة الصحة