كان المنتدى الخليجي للإعلام السياسي الذي استضافته المملكة خلال الأسبوع الماضي برعاية كريمة من معالي نائب رئيس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة يتميز بوجود كوكبة من الإعلاميين والصحفيين ورجال الفكر والسياسة، كنت قد التقيت فيه بعدد من الإعلاميين الذي يعتبرون مدرسة من الخبرة في مجال الإعلام الواسع تبادلنا أطراف الحديث في التحديات التي تواجه الإعلام الخليجي مع ما تشهده المنطقة من أحداث مفصلية على مختلف الأصعدة، فما يدور اليوم من حرب في اليمن والأداء الرائع الذي قدمته قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، كان هو المحور الذي أكد عليه الدكتور علي الشعيبي الأكاديمي والمستشار الإعلامي بدولة الإمارات أثناء حديثه والذي شدد على أهمية إعداد كوادر إعلامية خليجية حربية لتغطية بطولات الشرف التي تخوضها قواتنا الخليجية في اليمن الشقيق.
بحق كان المنتدى الخليجي الذي نظمه معهد التنمية السياسية والذي نجح في هذا التنظيم بكل جدارة، منصة من منصات تبادل الآراء والأفكار بين الإعلاميين والساسة خصوصاً أن منطقتنا العربية ودول الخليج تعيش مرحلة حاسمة من تاريخها، فما لا يمكن تحقيقه بالسلاح يمكن تحقيقه بالكلمة التي ينقلها الإعلامي والصحفي من قلب الحدث في معاركنا التي تخوضها قواتنا الباسلة جنباً إلى جنب لتسطر ملاحم تاريخية ستظل شاهدة على مدى التلاحم العربي والخليجي في الدفاع عن حياض الأمة والعقيدة على أرض اليمن ودحر فلول الرجعية والظلام من الحوثيين والمخلوع صالح هؤلاء المتآمرين مع دولة الشر إيران ورأس الفتنة في المنطقة التي ما فتئت وهي تدس أنفها في شؤوننا الداخلية، ولكن النصر قريب في اليمن وسيكون في سوريا لتتلقى إيران وأذرعتها في المنطقة في ضربة قاصمة ستقصم ظهر البعير.
فمن خلال متابعتي وحضوري للمنتدى الخليجي للإعلام السياسي في عنوانه الرئيسي «الإعلام والسلم الأهلي» كانت الخلاصة من كل أوراق العمل التي طرحت في جلسات المنتدى تؤكد على قدرة الإعلام في تغيير السلوكيات وطرح الأفكار الجديدة في المجتمعات، فالسلم الأهلي قيمة إنسانية سامية بلاشك للإعلام دور كبير وشريك أصيل في تعزيزه باعتباره مسؤولية مجتمعية تتقاسمها كافة المكونات، فما يشهده العالم من تزايد للعنف والإرهاب بكافة صورة وأشكاله هو نتاج للتحريض المتشدد والصراعات السياسية وهذا لن يتوقف إلا بوقفة جادة وتحقيق السلم الأهلي بين مختلف الأطياف وتثبيت أركان الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومن هنا فلابد من الأهمية بمكان أن يتم إعادة صياغة للخطاب الإعلامي الذي يجب أن يتسم بالشفافية والقدرة إلى الوصول لنبض الشارع وبما يتوافق والتحديات من خلال تقديم صوراً حقيقية لما يجري ونقل ما يدور بكل شفافية فعالم أصبح قرية صغيرة يمكنك من خلال كبسة زر أن تشاهد من يجري في أي منطقة في على هذه البسيطة وفي ثواني معدودة ومتابعة دقيقة وبشكل مباشر لهذا الحدث، واليوم مع دخولنا كدول خليجية بقيادة المملكة العربية السعودية ضمن قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، فإن الكلمة أضحت هي السلاح في أوقات الأزمات والحروب وبالتالي لابد أن يتم تطوير الآلة الإعلامية الخليجية لتكون متوازية مع الآلة الحربية، فنجن في دول الخليج بحاجة الى وضع وانتاج محتويات جديدة، بالإضافة الى جيش إعلامي مثقف ومواكب للإعلام الجديد ووضع خطاب إعلامي واضح.
* همسة:
على وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون أن يضعوا في الحسبان بأن الأعوام المقبلة ستكون مليئة بالأحداث والمفاجآت التي تحتم عليهم أن يضعوا محددات واضحة لمواجهه تلك التحديات، وما الحرب التي تدور رحاها اليوم في اليمن إلا أولى هذه التحديات في نقل وتوثيق ما تسطره قواتنا المسلحة من انتصارات، إلا أن إعلامنا الخليجي لم يكن قادراً في إيصال ذلك الأداء الرائع الذي قامت به الجيوش الخليجية على المستويين العسكري والإنساني!