لن نزيد على ما يحمل ديننا وعروبتنا وإنسانيتنا من موقف جاد على الإرهاب، ولا نزايد على موقفنا وما قامت به جماعات الإرهاب في فرنسا من تفجيرات، فهو عمل إجرامي وعمل لا إنساني، لأن بالفعل وبالتأكيد، قلناها مراراً وتكراراً ونقولها اليوم أيضاً إن ما تقوم به جماعات الإرهاب هو عمل لا إنساني في المقام الأول، والإنسانية ليس لها علاقة لا بدين معين ولا بعرق ولا بمذهب ولا بطائفة ولا بانتماء، لأن الإنسان مهما كان فهو غالٍ، ولا يحق لأحد بأن يتعدى على حقوق الآخرين، خصوصاً حياة الإنسان.
هذه الجرائم الإرهابية هي معاناة الشعب البحريني والخليجي المستهدف كل لحظة، فليتخيل العالم حجم معاناته كمجتمع يلهث وراء السلام ويقصده في كل محفل، ويندد بأن الإجرام لا دين له ولا مذهب، وليتخيل العالم أيضاً حاجة المجتمع البحريني بالذات إلى قوانين صارمة تقطع دابر كل إرهابي، وحاجته بأن يتفهم المجتمع الذي يناصر الإرهاب في البحرين، بأن للبحرين الحق بأن تتخذ كل التدابير والوسائل لوقف مساندة البعض للإرهاب، ولها الحق بأن تعاقب وتجرم كل من يقف أو يستتر وراء الإرهاب.
يؤسفنا بأن بعض الدول تحتضن الإرهاب باسم «لاجئ سياسي»، وهذا اللاجئ السياسي ما هو إلا إرهابي يخطط لتفجير مكان ما، ويقتل أبرياء ويروع الآمنين، حتى أصبحت هذه الدول ملاذاً لكل من يختلف مع حكومته، تدعم هذه الدول وبعض المنظمات هذه الجماعات «وتصرف عليهم بالهبل» ليس لأن لهم الحق في ذلك، بل لأنهم جوكر في منظومة الضغط التي تمارسه بعض الدول على الحكومات، وكل شيء يبتدئ بالباطل ينتهي بالباطل، ولا يمكن للحق أن يتماشى يوماً مع الباطل حتى وإن كثر وعلا صيته. على الدول المتضررة من الإرهاب أن تبدأ بتنظيف بلادها من البعض الذي تحميه، فلا خير في مواطن يتآمر على بلاده مهما كانت الأسباب، وعليها أيضاً ألا تستهين بالإرهاب في بلاد الغير، وعليها بألا تقف معهم. فعندما ينقلب المتآمر على بلاده سوف ينقلب غداً على الدولة الحاضنة بلا رحمة، فتقوى شوكتهم ويكثر عددهم، ولن يحمد عقباه بعد ذلك، فالإرهاب يبدأ بشرارة وينتهي بهلاك كل شيء.
يؤسفنا ما حدث في فرنسا، هذا البلد الراقي الجميل والمتحضر، ويؤسفنا أيضاً ما حدث في 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي كل دولة تعرضت للإرهاب وأزهقت فيها الأرواح ظلماً، يؤسفنا بأن يتحول كل شبر على الكرة الأرضية لصراعات لا تمت للإنسانية بأي صلة، ليس لشيء إلا لشعار البقاء للأقوى تهضم فيه كل الحقوق وتسحق كرامة الإنسان باسم الأقوى، والبحرين كفرنسا وأمريكا ودول أوروبا، بل مثل كل دول العالم، تعاني كما يعانون من الإرهاب. فللبحرين حقاً كحقهم بأن تتعامل مع الإرهاب بما يستحق أصحابه، سواء بالعقاب المناسب أو بسحب الجنسية أو بالنفي بعيداً عن البلاد، ولا يحق لأي دولة بأن تتدخل في شؤون الدول التي تعاني من الإرهاب، فالإرهاب يدمر الصديق والعدو ولا حدود لجرائمهم.
عجبي من البعض؛ يستنكر الإرهاب والهجوم على فرنسا ويؤيد بل يبارك الإرهاب في بلده، هؤلاء هم المقصودون يا أوروبا، فحذارِ أن تختلط الأوراق.