بعد خسارته الأخيرة في «بيونغ يانغ» أمام منتخب كوريا الشمالية بهدفين نظيفين، فقد منتخبنا الوطني لكرة القدم فرصة خوض تصفيات كأس العالم عن القارة الآسيوية وهو أمر لم يكن مستبعداً إطلاقاً في ظل الوضع الحالي الذي يعيشه المنتخب من الناحية الفنية، وقد سبق أن أشرت إلى ضآلة فرصة الأحمر المونديالية، بينما لاتزال فرصته للتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية قائمة بعد رفع عدد فرق النهائيات التي ستحتضنها دولة الإمارات العربية الشقيقة في العام 2019 إلى 24 فريقاً.
النظام الجديد يقضي بتأهل أبطال المجموعات الثمان بالإضافة إلى أفضل أربع منتخبات ممن احتلوا المركز الثاني في هذه المجموعات إلى الأدوار النهائية لكأس أمم آسيا وإلى التصفيات النهائية لكأس العالم، ووفق هذه المعايير فإن منتخبنا الوطني أصبح خارج الحسبة المونديالية وانحصرت حظوظه في البطاقة الآسيوية من خلال دخول التصفيات الإقصائية التي سيخوضها 12 منتخباً ممن يحتلون المركز الثالث فما دون في التصفيات الحالية التي تبقت فيها جولتان للأحمر أمام اليمن في البحرين وأمام أوزباكستان خارج الديار وهذا يعني أن حظوظ المنتخب الآسيوية كبيرة جداً عطفاً على مستويات المنتخبات الآسيوية الأخرى المتواضعة التي ستشارك في التصفيات الإقصائية .
هذا يعني أن أمام اتحاد كرة القدم مدة كافية تقدر بما يقارب ثلاث سنوات لبناء منتخب متجانس يكون جاهزاً لخوض نهائياً أمم آسيا التي أصبح أمر التأهل إليها ميسراً بعد رفع عدد المنتخبات إلى 24 منتخباً بدلاً من 16 منتخباً.
ولكي نصل إلى تجهيز منتخب متجانس لابد لنا من أن نقيم المرحلة الفائتة تقييماً دقيقاً من الناحيتين الإدارية والفنية ولابد من أن نوفر الاستقرار الإداري والفني إلى جانب استقرار المسابقات المحلية باعتبارها المصدر الرئيس لتطوير أداء اللاعبين.
هذا ما يستوجب على اتحاد كرة القدم القيام به في المرحلة المقبلة، أما الأندية فعليها أن تعيد حساباتها فيما يتعلق بالاهتمام بفرق القاعدة ومنح الفرصة للاعب المواطن وتشجيعه بدلاً من الاعتماد على أشباه المحترفين الذين لم يجلبوا لمسابقاتنا سوى الخسائر المادية والبشرية، مع ضرورة توخي الدقة في اختيار اللاعب غير المواطن - إذا دعت الحاجة لذلك - بحيث يكون عاملاً مساعداً على التطوير لا عالة عليه!!
مسؤولية المرحلة المقبلة هي مسؤولية مشتركة بين اتحاد الكرة والأندية كضلعين أساسيين من أضلاع مثلث التطوير الكروي الذي لن يكتمل إلا بدعم وزارة شؤون الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية والإعلام الرياضي البحريني الذين يشكلون في مجموعهم الضلع الثالث والمهم لهذا المثلث التطويري.
نتائج المنتخب الوطني ماهي إلا محصلة نهائية لوضع المسابقات المحلية وما يدور بين جدران الأندية وعليه فان الحال لن ينصلح إلا بالقضاء على المسببات والمثل الشعبي يقول: «إذا عرف السبب بطل العجب»!
وها نحن قد عرفنا السبب، فهل تزول علامات التعجب التي تلاحق كرة القدم البحرينية منذ ما يقارب الأربعين عاماً؟!
نأمل ذلك ...