عرفت وتنوعت المجتمعات الإلكترونية في الوقت الذي بدأ فيه الإعلام الاجتماعي نشاطه من خلال المواقع الإلكترونية والمنتديات والقوائم البريدية التي وفرت للناس بمختلف أعمارهم وجنسياتهم وتعليمهم ومهنهم، فرصاً أكبر للتعايش وتبادل المعلومات وللترفيه، لاسيما توفير مختلف الخدمات كالبيع والشراء. ومع مرور الوقت وتطور الأفراد والمجتمعات، طورت شبكات التواصل الاجتماعي إمكانيات التفاعل والتواصل بين الناس، من خلال مشاركتهم بالصور والفيديو الحي والمباشر عبر مختلف البرامج الحديثة والمتطورة مثل برنامج «البيريسكوب» و«السناب شات» وغيرها الكثير. رغم فائدة «السوشيال ميديا» اللامنتهية والمتجددة في العالم كل يوم، إلا أن الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي قد يفقدها قيمتها ويضع معلوماتك وملفاتك في يد من يسيء لها. والجدير بالذكر هنا أن شبكات التواصل الاجتماعي تملكها اليوم أو أغلبيتها شركات تجارية بحتة، تجني أرباحها من خلال تجميع بيانات الأفراد ثم بيعها إلى شركات أخرى مختصة بالدعاية والإعلان. ومن ناحية أخرى قد يتم الإساءة لحسابات الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال سرقة الحسابات الأكثر نجاحاً وانتشاراً كحسابات المشاهير على سبيل المثال.
مما لاشك فيه، أن استخدامات المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مختلفة الأهداف، قد فعلت من مختلف الأشخاص بمختلف مراحلهم العمرية ومستوياتهم الفكرية والثقافية والمجتمعية. فهناك رجال أعمال على «السوشيال ميديا» وهناك سياسيون وشخصيات رسمية وفئة أخرى فعلت حساباتها بغرض الترفيه أو الاطلاع. فباختلاف المهام والأهداف على تلك المواقع وقنوات التواصل المجتمعية، لابد من العمل على الخصوصية والحفاظ عليها، وذلك ليس فقط بتفعيلها، بل من خلال الوعي بالمشاكل والسلبيات التي تخص الخصوصية والأمان الإلكتروني التي تحتويها تلك المواقع. وإن كان المجتمع أو القانون في العديد من المجتمعات اليوم لا يملك السلطة على محتويات الحسابات «السوشلية» مثل الحسابات الإنستغرامية وغيرها كـ«السناب شات» بما أنه الأكثر انتشاراً اليوم، ولا يمكننا السيطرة على ما ينشر في تلك المواقع المجتمعية أو التحكم في مشاهدتها، إلا أننا يمكننا ومن خلال مهام المختصين أيضاً نشر ثقافة الوعي وتمكينها بين الأفراد وكذلك المؤسسات، لحماية معلوماتهم وحقوقهم. وأولى مراحل ثقافة الوعي وترسيخها في المجتمع هو «دليل الممارسات الإلكترونية»، الذي لابد أن يحتوي على إرشادات المستخدم العديدة مثل حماية الجهاز الإلكتروني الذي يحتوي على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي من البرمجيات الخبيثة والمخترقين، وفهم إعدادات الخصوصية والأمان المتوفرة على موقع أو برنامج التواصل الاجتماعي.
إن سهولة وسرعة ورخص بعض مواقع الاتصال الرقمي وتوفرها، كالاتصال عبر برنامج «سكايبي» أو«جيتسي» وغيرها من التقنيات الرقمية اليوم تفقد المتصلين من خلالها في الحقيقة خصوصياتهم ومعلوماتهم، طالما لم يتمكن هؤلاء المستخدمون من استخدام الأدوات الإضافية لحفظ الخصوصة والأمان، كالرقابة التي تعد أرخص الأدوات وأكثرها كفاءة.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}