سعدت كثيراً لمضمون التصريح الصحافي الرسمي لرئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة والذي نشر في الملاحق الرياضية يوم أمس الأول ومصدر سعادتي يكمن في تأكيدات الرئيس بلحمة مجلس إدارة الاتحاد وأنه لا توجد أي خلافات أو مكائد بين الأعضاء بعضهم بعضاً أو بين الأعضاء والرئيس وأن الجميع يعملون بإخلاص لخدمة كرة القدم البحرينية .. وأن الجمعية العمومية التي منحتهم الثقة لقيادة هذا الاتحاد هي الوحيدة التي يحق لها أن تطالب بإقالتهم ...
تصريح فيه الكثير من المسؤولية والموضوعية التي تنم عن حنكة الرئيس وإدراكه لأهمية المرحلة القادمة التي تتطلب تضافر الجهود لا تشتيتها وهذا ما لمسناه من مؤشرات الاجتماع الأخير لمجلس إدارة الاتحاد الذي عقد مساء أمس الأول وظهرت خلاله ملامح اللحمة التي تحدث عنها الرئيس ...
نحن نعلم بأن عجلة التاريخ لا يمكن أن تعود إلى الوراء ولذلك فإن مسألة الانغماس في البحث عن مسببات الخروج المبكر من تصفيات كأس العالم – وهي أسباب ظاهرة للعيان - لن تكون مجدية بقدر جدية المرحلة القادمة التي تتمثل في التركيز على فرصة التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية – وهي فرصة متاحة بدرجة كبيرة - والتصفيات الأولمبية وتحضير منتخب الشباب للنهائيات الآسيوية التي ستحتضنها المملكة، وهنا يكمن دور مجلس الإدارة وأهمية لحمته وتماسكه لتخطي كل التحديات ولعل أبرزها التحديات المالية التي يجب أن لا نستسلم لها ما دمنا نمتلك الخيارات الذاتية لتخطيها.
الكرة الآن في ملعب مجلس الإدارة وعليه أن يجسد كل ما جاء في تصريح الرئيس إلى واقع عملي ملموس كل في مجال مسؤوليته، فمن يتحمل مسؤولية المنتخبات الوطنية عليه أن يتمتع بصلاحياته وأن يحاسب على تقصيره، وينطبق هذا النهج على بقية اللجان كالمسابقات والحكام، وحبذا لو يتم تحديد متحدث إعلامي واحد يكلف بتغطية اجتماعات مجلس الإدارة وبقية اللجان بدلاً من تعدد الأصوات التي سببت للاتحاد ولنفسها العديد من الإحراجات في الوسط الرياضي!
كرة القدم هي الترموميتر الذي نقيس به درجات وجهتنا الرياضية مهما تعددت الألعاب وهذا المؤشر يفرض نفسه حتى في الدول المتقدمة رياضياً، ولذلك نجد أن الهاجس الكروي هو المسيطر إعلامياً على رياضتنا المحلية على الرغم من تدني النتائج والمستويات وشح الإنجازات قياساً بما تحققه الألعاب الأخرى الجماعية منها والفردية من إنجازات لافته تصل إلى مستوى العالمية!
أمام اتحاد كرة القدم في المرحلة المقبلة استحقاقات دولية والتزامات محلية ومسؤوليات إدارية وتحديات متنوعة ستشكل في مجموعها امتحاناً جاداً لمدى قدرة مجلس الإدارة على اجتيازها بنجاح وإثبات كل ما تضمنه تصريح الرئيس عن اللحمة والكفاءة ونتمنى في نهاية المطاف أن ترتسم البسمة على محيا الجميع فكلنا يحب الخير للبحرين ...