اتهام جديد يروج له بعض الذين اختاروا البقاء في الخارج منذ فترة ملخصه أن «البحرين تعمل ضمن منظومة تعمل على تبديل العدو الرئيس للأمة العربية والإسلامية وهو إسرائيل وجعل إيران محلها». الرد على هذا الاتهام سهل يسير، فلا عدو للأمة العربية والإسلامية سوى إسرائيل التي اغتصبت أرض فلسطين وشردت شعباً بأكمله وهي سبب التوتر في المنطقة منذ أكثر من ستين سنة. هذه حقيقة لا يمكن تغييرها ولا يمكن تصديق القول إن «هناك منظومة تعمل على تبديل هذا العدو واعتبار إيران أو غيرها هي العدو للأمة العربية والإسلامية». ما يتم الترويج له يدخل في باب الهراء وهو كلام من لم يعد لديه كلام وابتعد عن المنطق. إسرائيل هي العدو، وقرار الدول العربية في هذا الخصوص واضح، الأرض مقابل السلام، ولا تملك أي دولة تغيير هذا الأمر أو حتى التحايل عليه وإلا تكون قد خرجت عن الإجماع العربي وتم اتخاذ موقف منها.
إيران ليست عدوتنا ولكن تمارس الأفعال العدوانية وتضع نفسها في خانة يسهل على الآخرين انتقادها والتعامل معها بطريقة مختلفة عن التي تتوقعها وصولاً إلى عدم تردد البعض عن وصفها بالعدو، فمن يدعي ما تدعيه إيران فيما يخص البحرين ويكرر ذلك، ومن لا يتردد عن التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين ولدول المنطقة، ومن لم يتوقف يوماً عن محاولاته تصدير الثورة والسيطرة على المنطقة وافتعال المشكلات، ومن يقوم بدعم كل من يريد الإساءة للبحرين على وجه الخصوص، لا يمكن إلا وضعه في خانة لا يصعب معها وصفه بالعدو، فمن يمارس الأفعال العدوانية يعتبر بشكل أو بآخر عدواً، ومن يقوم بمثل هذا الذي تعودت إيران القيام به يسهل تصنيفها في باب العدو، فمن يمارس السلوكيات العدائية تجاه الآخرين غير العدو؟
إيران ليست عدونا ولكن عليها أن تتوقف عن تلك الممارسات والمواقف السالبة تجاه البحرين ودول المنطقة لتعين من يصفها بهذا الوصف على التوقف عن وصفها به. البحرين ودول المنطقة كلها لا تريد من إيران إلا حسن الجوار، والمؤسف أنها تستطيع أن تكسب كل هذه الدول وتتعاون معها بل وتتكامل لكنها لا تفعل، فلا تزال النظرة الفارسية للآخرين تسيطر عليها، ولا تزال تحاول السيطرة على المنطقة، ولاتزال تمارس السلوكيات التي يسهل تصنيفها في باب العدوانية.
قبل أيام اختار مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي الإساءة للبحرين والتدخل في شؤونها الداخلية في حضور الآلاف من الباسيج، وهو ما يمكن تفسيره على أنه تهديد مباشر للبحرين. هذا سلوك عدواني. وقبل هذا صرح عدد من المسؤولين تصريحات تعتبر تدخلاً في شؤون البحرين الداخلية ودعماً لمجموعات ثبت أنها تريد تغيير النظام بل تدعو إلى هذا جهراً. هذا سلوك عدواني أيضاً. وهناك الكثير من الأمثلة التي تؤكد أن إيران هي التي تريد أن تشغل الخانة التي يمكن وصفها فيها بأوصاف لا ترتاح منها، لكنها بالتأكيد ليست هي العدو الذي يمكن أن يحل محل العدو الأكبر للأمتين العربية والإسلامية وهي إسرائيل، فإسرائيل هي العدو وليست إيران، وإيران ليست هي العدو وإن ظلت مستمرة في احتلال الجزر الإماراتية الثلاث ولاتزال تمارس السلوكيات العدوانية تجاه البحرين وعموم دول المنطقة.
إسرائيل هي عدو الأمتين العربية والإسلامية، وليس لأي دولة عربية أو إسلامية أن تعتبر إيران هي العدو رغم كل السلوكيات العدوانية التي تمارسها إيران ورغم إصرارها على منافسة إسرائيل على هذه المكانة!
بإمكان إيران - لو أرادت - أن تغير من النظرة السالبة لدول المنطقة كلها إليها.