قبل عدة أعوام وفي هذه الزاوية نفسها، كنت قد كتبت أكثر من عمود جاء بعضها بعنوان «من يحلب البقرة في نادي الفروسية – بيطرة؟ أم دجاجة تبيض ذهباً»، فدار الكثير من الهرج والمرج حول محتوى كتاباتي التي كنت قد انتقدت فيه الطبيب البيطري السابق للنادي الذي أرهق كاهل ملاك الخيل من كلفة العمليات الباهظة الثمن باتباعه أساليب لم يعتدها الملاك والمضمرين في النادي – ذهب الطبيب وجاءت طبيبة!!
واتفق أغلب مضمري الخيل في النادي بمستوى الطبيبة الجديدة وحسن عملية تشخيصها للجياد المصابة، وتواصلها مع المضمرين لمتابعة جيادهم عندما تكون بحاجة إلى المعالجة – وذهب الكثيرون إلى أبعد من ذلك بالتحدث عن حسن خلق الدكتورة ومعاملتها للجميع.
وعلى غير المتوقع تغيرت الأمور رأساً على عقب بعد إعلان الدكتورة رسمياً مغادرتها للنادي، وترك إدارة النادي تعود إلى المربع القديم والذي يضعها دون طبيب بيطري وهي لم تكمل أسبوعها الخامس من منافسات الموسم الممتدة إلى 26 أسبوعاً – انتهت المهملة المحددة وغادرت الطبيبة البيطرية ردهات النادي دون بديل مختص. وعادة الإدارة للبحث من جديد عن طبيب بيطري بعد إعلان الأخيرة على الرحيل – ملاك ومضمري الخيل في حالة تهكم فالبعض يشتكون، والبعض الآخر ينمنم بالشكوى.
إدارة النادي بدورها في خانة محرجة للغاية، وهي مقبلة على إقامة السباقات دون طبيب مختص، فما كان منها إلا أن لجأت إلى طبيب بيطري ليس مختصاً في إصابات السباقات لتدارك الموضوع، وإقامة السباقات في مواعيدها، مواصلة البحث عن طبيب بيطري بأسرع وقت ممكن. فهل يا ترى تتوفق إدارة السباق في إيجاد طبيب بيطري جيدة في هذه الفترة الزمنية القصيرة يكون فيها قادر على العمل في ظل الكثير من الظروف الصعبة. فالبيطرة فناً وعلماً وأخلاقاً.. إذ تعتبر الأمراض والإصابات من أهم العوامل البيئية وغير البيئية تأثيراً في الخيول عموماً، وفي خيول السباق خصوصاً. فالفن يتضمن معرفة الاحتياجات العلاجية لكل حصان، والعلم هو العمل على تحضير توليفة من مكونات الأدوية المتوفرة بأفضل الأسعار لتفي بكافة الاحتياجات التي تتطلبها كل مراحل الإصابات والأمراض المختلفة التي تمر بها الخيول. والأخلاق هي الأمانة الطبية والنصح الذي يجب أن ينصحه الطبيب إلى ملاك الخيل.
لقد مر في تاريخ نادي الفروسية الكثير من الأطباء بدءاً من الدكتور جيمس روس في بداية الثمانينات من القرن الماضي مروراً بالدكتور جبرائيل، وصولاً إلى الدكتور طيب الذكر سايمون أبوت الذي غادر البحرين.
واليوم كل ما نتمناه بأن يكون التوفيق حليف إدارة نادي راشد للفروسية وسباق الخيل في إيجاد طبيب بيطري جيدة يكون قادرة على العمل في مملكة البحرين بشكل فورى، وتحت جميع الظروف.. فالحصان ينفر من التسابق عندما يكون مصاباً، والمالك ينفر من المشاركة في سباقات تكون فيها جميع الخطوات أقل مما يتوقعها وخاصة إذا ما جاءت من نادٍ عريق كنادي راشد للفروسية وسباق الخيل!!