من التصريحات المثيرة للبعض الذي اختار البقاء في الخارج قول أحدهم لإحدى الفضائيات قبل أيام إن «الحكم ينظر إلى «المعارضة» في بريطانيا على اعتبارها «نداً» حقيقياً يمثل صوتاً رفيعاً ينطق بمطالب شعب البحرين خصوصاً بعد اعتقال المعارضين داخل البلاد» وإنه «ضاق صدره بتحركات الناشطين المعارضين في بريطانيا»، وإن «الحكومة البريطانية تشاركه في ذلك ولذلك تضيّق على الناشطين»!
كلام يعبر عن طريقة تفكير البعض الذي ينتمي إليه وانخدع بنفسه حتى صار يعتقد أنه مؤثر ومهم وأنه وصل حداً أن تعتبره حكومة البحرين «نداً» ، بل «نداً حقيقياً» لها وأنها بناء عليه صارت تضع الخطط وتستعين بالخبراء كي تقلل من تأثيره على العالم! فهو «ينطق بمطالب شعب البحرين»، وهو «البديل المنطقي للمعارضة التي تم تحجيمها في الداخل»، وأن الأمر وصل إلى حد أن «الحكومة البريطانية استنفرت قواتها وقدراتها لتضيق على الناشطين البحرينيين هناك»!
هكذا للأسف هو مستوى تفكير أولئك الذين أعطوا أنفسهم أكبر من حجمهم فوصلوا إلى مرحلة الاعتقاد بأن حكومة البحرين تعتبرهم نداً لها وأنهم مؤثرون إلى الحد الذي صار الأمر يتطلب من حكومة البحرين أن تعقد الاجتماعات تلو الاجتماعات مع الحكومة البريطانية كي «يشوفوا لهم صرفة مع هؤلاء المؤثرين الذين إن سكت عنهم تمكنوا من إحراج النظام أمام العالم وتغييره»!
المؤلم ليس كلام ذلك البعض الذي يؤكد به أنه دخل لعبة لا يفهم فيها، المؤلم هو أن البعض هنا في الداخل لايزال يؤمن به ولايزال يعتقد أنه قادر على تغيير حياته إلى الأفضل فيصفق له ويعتبر ما يقوله درراً.
ليس هذا هو التصريح الأول الذي يركبه الخطأ من أوله إلى آخره لذلك البعض المقيم في بريطانيا، وليس من صرح به هو الوحيد الذي يصرح بمثل هذه التصريحات، وهذا يعني أن البعض المتواجد هناك كله يعتقد أنه «ند» للحكومة وأنه بنشاطه «شيبها» وأوصلها إلى الحالة التي تستعين فيها بالحكومة البريطانية للتضييق عليه!
ما ينبغي أن يعلمه ذلك البعض هو أن كل ما يقوم به في الخارج لا قيمة له ولا تأثير، فليس من المعقول أن تتأثر الحكومة بمثل هذه الأعمال أو التصريحات التي تظهر «المعارضة» بأنها دون القدرة على ممارسة دور المعارض، وليس من المعقول أن يصدق العالم ما يقوله خصوصاً وأنه يرى نقيضه تماماً، وإلا لما غامر أحد من المسؤولين في أي دولة غربية بامتداح ما تقوم به حكومة البحرين والقول إن ما تقوم به من خطوات يتماشى مع الأعراف الدولية ويؤكد التزامها بكل ما تؤكد عليه الاتفاقات والمعاهدات التي وقعت عليها.
ما ينبغي أن يعلمه ذلك البعض أيضاً أن حكومة البحرين حكومة بينما هم مجموعة أفراد لا تجانس بينهم ولا يربطهم سوى حلم تورطوا في محاولة ترجمته إلى واقع واكتشفوا متأخرين أنهم صاروا دون القدرة على التراجع حفظاً لماء الوجه.
كل ما يقوم به ذلك البعض من أنشطة في بريطانيا وغيرها من دول أوروبا والولايات المتحدة وكل ما يصرحون به لا تأثير له ولا يمكن أن يوصلهم إلى مرحلة يصيروا فيها «نداً» للحكومة، فهم مجرد أفراد قليلي العدد وسيكتشفون قريباً أن من «زهزه لهم» فعل ذلك لتحقيق مآرب أخرى.
الواضح هو أن «لعلعة» هذا البعض في الفضائيات «السوسة» يومياً والتشجيع الذي يحصل عليه منها وممن يقف وراءها هو الذي أوصله إلى المرحلة التي صار يعتقد فيها أنه مهم ومؤثر وأن الحكم في البحرين ضاق به فلجأ إلى الحكومة البريطانية كي تعينه عليه وتضيق الخناق على الناشطين هناك.
ليسوا «نداً» حتى تضع الحكومة كل قوتها لمحاربتهم وما يقولونه حديث المفلسين.