لقد كانت كلمات حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه خلاله لقائه أهالي البحرين الكرام في قصر الصخير تتسم بالعفوية كما هي عادة جلالته وهذا نابع من مدى حبه لشعبه وتواصله معهم، باعتباره منهم، وهذا يؤكد مدى التواضع من ملك أحب شعبه فأحبوه، وهذا ما تشربه أبناء البحرين، منذ مئات السنين من الآباء والأجداد، الذين تعلموا منهم البساطة والسمعة الطيبة، التي اشتهر بها المواطن البحريني، ومازال بين شعوب العالم، فما يستحقه الشعب كما قال جلالته أكثر من الشكر في كلمته التي خرجت من قلبه بكل بساطة وعفوية وارتجال وهذا ما أكده بأنه قد اشتاق للقائهم حتى أنه قال إنه لم يكن مستعد لإلقاء الكلمة ولكن «شوفة» أهل البحرين جعلت الكلمات تنطلق من جلالته بكل حب وحميمية، وهذا ليس بغريب عن جلالته.
حقيقة، سعدت وأنا أتابع نشرة الأخبار على تلفزيون البحرين حينما سمعت كلمات جلالة الملك حفظه الله التي انسابت ببساطة وسمعها شعب البحرين، الذي يشتاق لسماع صوت باني نهضة المملكة الحديثة، فجلالته ومنذ تسلمه مقاليد الحكم، أرسى دعائم الإصلاح والحريات من خلال مشروعه الكبير، الذي يعتبر نبراساً نسير عليه، ونعاهده أن نكون رجاله الأوفياء في مختلف المجالات، لاسيما في مجالنا في الصحافة والإعلام، فنحن كما قال الشيخ عادل المعاودة في كلمته إننا «جنود لجلالة الملك»، ونحن كإعلاميين أيضاً نتحمل المسؤولية بالكلمة الصادقة من أجل البحرين لتكون في مصاف الدول المتقدمة وترتقي لتكون في الريادة في ظل قيادة جلالة الملك المفدى.
فكلمة الملك العفوية وما فيها في واقع الأمر كانت بمثابة الدرس لكل بحريني، أن ما قدمه شهداء الوطن والواجب منذ بداية تأسيس البحرين وحتى اليوم لم يكن غريباً على البحرينيين، فهذه التضحيات لم تكن وليدة اللحظة، وقد جاءت من خلال ما تعلمناه من الرعيل الأول، الذي ورثنا منهم الأخلاق والقيم والعلم، فقد ضحوا بالكثير من أجل البحرين وقيادتها، وها هم أبناؤهم اليوم يواصلون مسيرتهم في الدفاع عن البحرين وقيادتها بالغالي والنفيس، وكما قال جلالته إن «الواجب علينا اليوم أن نتعلم الدرس وأن نهيئ أبناءنا للأيام القادمة التي ربما تكون صعبة»، وسنكون رهن الإشارة لجلالة الملك في وقت الشدائد وسنذود عن حياض الوطن بالنفس، وهي أغلى ما نملكه، فالوطن ومهما قدمنا له لن نستطيع أن نوفيه حقه، فنحن محظوظون كما قال جلالته «بأننا ننتمي إلى هذا البلد الطيب، فكل أبناء البحرين جزء لا يتجزأ من بعضه»، ولن يستطيع أحد أن يفرق بيننا فقد عاش الآباء والأجداد متعايشين متحابين وسنكون كذلك رغم أن هناك من يسعى إلى أن يشق الصف الوطني ولكن أبناء هذا الوطن أثبتوا تكاتفهم وتعاضدهم ضد المتربصين.
* همسة:
أعيادنا الوطنية قريبة، وما سيميزها هذا العام، أن تفضل حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، أن أضاف يوم الشهيد ليتزامن مع يوم جلوس جلالته، وهو يوم السابع عشر من ديسمبر، وهذا يدل على مدى مكانة شهدائنا الأبرار، الذين ستظل الأجيال تذكر ما سطروه من تضحيات، وستحفر أسماؤهم بأحرف من ذهب في تاريخ البحرين الحديث، ولن ننساه.