أعجب من هجوم ممنهج تقوم به أسماء ينتمي بعضها لجماعات إسلامية وبعضها ينتمي لدول خليجية على دولة الإمارات، في وسائل التواصل الاجتماعي أو في بعض القنوات الفضائية أو في مجالسهم وتنقل لنا.
الدول العربية التي صمدت أمام مشروع التقسيم قليلة والأقل منها الناجحة على مقياس التنمية والتطور، وتأتي على رأسهم جميعاً دولة الإمارات العربية المتحدة، فعلام الغمز واللمز؟ هل نفرط كخليجيين أو عرب بأنجح النماذج؟ هل نستهين بضرر تلك الإساءات ونظن الأمر مجرد تسجيل نقاط أو إشفاء غليل؟
إن كانت دولة كالإمارات العربية المتحدة تهاجم من قبل أسماء إماراتية أو خليجية أو عربية، فمن هي الدولة النموذج عند هؤلاء؟
صحيح أن عددهم محدود وهم معروفو الاتجاه والانتماء، لكنهم مصرون على القيام «بمهمتهم» ومتى في وقت تخوض الإمارات حرباً مصيرية مع شقيقتها المملكة العربية السعودية والبحرين، بل والأدهى أن أكثر ما يسيئهم ويريدون إفشاله إلى جانب نجاحتها كدولة، هو هذا التحالف الإماراتي السعودي القوي الذي تبدى في عاصفة الحزم، تجدهم يموتون غيظاً كلما التم شمل على أي صعيد سعودي إماراتي! هل الدم الذي يجري في عروق هذه الثلة الحاقدة دم عربي؟ لا يمكن.
أعجب حقاً من قلم يمس دولة الإمارات بسوء، وأتساءل ما هو المنظور الذي ينطلق منه هذا الغمز اللامز؟ إسلامي؟ أم خليجي؟ أم عربي؟ أم قومي؟
إذا كانت هذه الدولة على سلم الدول ومقاييسها التنموية تعد نموذجاً يقتدى على كل صعيد وبكل المقاييس والمعايير تهاجم، وإذا كانت هذه الدولة على سلم التقدم لا يوجد نجاح إلا وكانت هي المتصدرة فيه عربياً وفي المراتب الأولى دولياً تهاجم، إذا كانت هذه الدولة لا تعجبهم فما هي الدولة التي ستنال إعجاب هذه الثلة من الغربان التي تقتات على جثث الدول وسقوطها؟ حقيقة يصاب المرء بالغثيان وهو يرى خليجياً يمس أو يسيء لأنجح النماذج بيننا.. اتقوا الله في أنفسكم حتى النجاح تريدون هدمه؟
تحاول أن تبحث عن الدولة النموذج التي ممكن أن تعجب هؤلاء الذين ما انفكوا يهاجمون الإمارات، ما هي؟ أين هي؟ أعطونا اسمها لنرى مقاييسكم.
لمز وغمز وتلميح وتصيد لما يظنونه إساءة، وفرح بأي حزن يصيب الإمارات وشماتة.. حقيقة من أنتم؟ خليجيون؟ مستحيل. عرب؟ مستحيل. الأصالة تفرض نفسها هنا، والجذر تتشابك عروقه، هناك ظفر لا يطلع من اللحم في أصابعنا الخليجية، فما بال أظفاركم تنهش في لحمكم؟
على كثر ما نالنا من إساءات من بعض الدوائر الإعلامية من إحدى الشقيقات الخليجيات إلا أننا نفرح وبشدة لنجاحها ونقف معها وبشدة في الحملات الغربية الممنهجة التي تطالها لأغراض مشبوهة ، بل ونطالب دولنا الخليجية أن تقف معها ولا تترك وحدها، لأن ظفرنا لا يخرج من لحمنا أياً كانت إصابته.
ولا أعتقد أن هناك خليجياً لا يشعر بهذا الشعور تجاه جميع دولنا الخليجية، فما بال هؤلاء؟
ما هو هذا الانتماء الذي يبيح لك أن تحيد عن الحق وتحيد عن العدل وأنت تنظر لهذه الدولة فلا تفرح لنجاحها وتبذل جهدك للنيل منها والإساءة لها، لا يهمك أن يكون هذا الانتماء له علاقة بالدين أو المذهب أو الأصل أو العرق الذي يعميك عن رؤية ما يراه العالم كله في دولة يتمنى أي إنسان أن ينتمي لها؟
أبعد كل الذي رأيناه بأم أعيننا من مشروعات خطرة موجهة لدولنا تسعى لأسقاطها وإشاعة الفوضى فيها؟ أبعد سقوط الدول وتشريد الشعوب وبعد الموت والدمار والخراب الذي أصاب دولاً عربية حولنا تبلغ بالبعض الحماقة والاستخفاف ما يجعلهم يضعون أي انتماء قبل الانتماء الوطني ويصرون على النظر إلى مكاسبهم الضيقة؟
أي دولة هذه التي ستحققونها على أشلاء أوطانكم؟ من الذي يقف وراء هذه الحملات الممنهجة؟ من له مصلحة في تحطيم وتهشيم كل نجاح خليجي أو عربي؟ لا تنظروا للدمى بل ابحثوا عمن يحركها.