كتب - علي الشرقاوي:
بعض الشخصيات التي تتدفق من حياتها اليومية، عطور المحبة والطيبة والإخلاص والوفاء، تظل مضاءة في قلبك إلى آخر عمرك، تراها فتفرح، تجالسها فتستفيد، تزاملها فتثري حياتك بمعلومات لا تجدها في الكتب والموسوعات، لأنها نتاج طبيعي وخلاص لتجربة تمتد كالأفق.
ومن هذه الشخصيات التي أعتز بها ، فناً وتجربة، شخصية المذيع والفنان والشاعر والإداري الناجح، ابن الفريج، الصديق القريب من القلب حسن سلمان كمال، فكلما التقيت به أشعر بالألفة الإنسانية، المثمرة بالمحبة الراسخة في تربة (فريج الفاضل) الفريج الذي تتفرع منه طبيعة التمازج الإنساني بين كل الديانات والأعراق والقوميات والأشكال والألوان.
كلما التقيت به، أزيح السنوات التي نحياها الآن من تجاويف ذاكرتي، لأعود إلى ساحات العام 1957، حيث التقيت به، بالطبع هو لم يعرفني لصغر سني ، إنما كان مكان ملعبنا تحت جدار بيتهم المطل على مسجد مقبل الذكير والمقابل على بيت عبدالرحمن الباكر، حيث أبرز الشخصيات الوطنية في منتصف الخمسينات.
في هذه المساحة الصغيرة المفتوحة أمام جدار مسجد مقبل الذكير وبيت كمال، كان هناك ليت «مصباح» كهربائي ملصق في جدار بيتهم، وعلى ضوء هذا المصباح كنا نلعب. ومن الألعاب التي لا تفارق ذاكرتي لعبة « دم الغزال دم « وهي لعبة تعليمية توضح الفروقات بين الجامد والحي . بين الحجر والغزال.
ولأنني كنت أحد شياطين الفريج، كنت «أشوت» كل ما يصادفني من كوارتين أو علب الحليب الصغيرة من تلك التي نلعب بها»السيليلانكو» إلى الأمام، دون أن أرى ما أمامي، ولهذا صرخ في وجهي الشاب الأنيق الخارج من بيته توا وهو حسن كمال، بعد أن صدمت إحدى هذه العلبة الصغيرة قدمه أو مرت بقربه، ولحقني، هل حصلت منه على « راشدي « ضربة كف؟! لا أذكر، ما أذكره أن حسن كمال كان في ذروة شبابه، ممتلئاً بالحيوية والنشاط..
إن حسن كمال واحد من أجمل فرسان الإذاعة والتلفزيون والشعر العامي والفصيح وواحد من كتاب الأغنية التي دفعوها لأن تكون مساحة مفتوحة على فضاءات المحبة الكونية، وواحداً من الإداريين الذين ساهموا في خلق علاقة رائعة بين الموظف والمسئول، وهو دائم التواجد في كل الفعاليات التي لها علاقة بالثقافة والفكر والفن والأدب، ولا يتأخر في تلبية طلب أصحاب الفعاليات في أن يدير هذه أو تلك من الندوات أو المحاضرات.
ويقدم حسن كمال المحبة بكل طيبة أهل الفريج، ويساهم في كل ما يعطي الخير للبحرين، مدخراً كل إمكاناته الفنية وتجاربه الحياتية لصالح المجتمع والإنسان . من هنا، فإنني أطمح أن أرى دراسة في أعماله الشعرية، سواء في الشعر الفصيح أو العامي ، فالكتابة عن تجربته، هو كتابة عن جيل الخمسينات، الجيل الذي مازال يواصل العطاء، وما قلت إن حسن كمال الفارس الذي لم يترجل عن صهوة العطاء، فله كل المحبة من تلاميذه الذين تعلموا منه الكثير . حسن كمال سيبقى أحد الفرسان النبلاء الذين تفخر بهم البحرين جيلاً بعد آخر.
زملاء الدراسة
يقول حسن كمال في حوار أجراه معه د. ربيعة الكواري: ولدت في فريج الفاضل بالمنامة، وذكريات الحي الذي عشت فيه من الأيام الجميلة التي لاتزال عالقة في ذاكرة الأيام والسنين، وكانت حافلة بالأحاسيس والمشاعر التي استقيتها من كل جهة وتشبعت فيها روحي ونفسي وتفكيري وسيطرتها على مسرى حياتي كلها، ومن أصدقاء الطفولة محمد وسعود من أبناء عبدالعزيز القصيبي ، كما أذكر زملائي كلهم في المدرسة ومنهم: محمد الخزاعي، حميد زمان، فؤاد كان، خالد كان، يوسف كان، حميد مزعل، سدني خضوري، عبدالرسول الحدّاد، علي الصالح، أحمد كمال، محمد حسن نصرا لله، عبدالرحيم الكشاف، فيصل القصيبي، حمد الزامل . وأتذكر الأساتذة علي تقي، خليل زباري، عدنان شيخو ، خليفة غانم الرميحي، أحمد يتيم، أحمد السنّي، مصطفى جعفر ، عدنان شيخو، خير الدين الأتاسي، أحمد عمر صالح، خليل الكوش ، الخطيب، وعبد المنعم من العراق، وأحمد سالم من عمان وغيرهم كثير .
وبعد المدرسة كنت أصادق الكثير من الزملاء الذين كنت أرافقهم طوال تلك الفترة ولا أستغني عنهم أبداً ومنهم د. محمد غانم الرميحي، وحميد زمان، وعوض اليماني وغيرهم. وقد درست في المدرسة الشرقية الابتدائية، كما درست المرحلة الثانوية، وحينها لم يكن لدينا توجيهي بل حتى رابع ثانوي، وحينها اخترت دخول تخصص المعلمين في نهاية المرحلة الثانوية ، وقد اخترت مهنة التدريس حباً في هذه المهنة ولم أختارها كرهاً ومع ذلك درست في المعلمين أداء دور الوزير المخلوع في مسرحية « غروب الأندلس».
الإذاعة الحقل الخصب
ويضيف المذيع الجميل حسن كمال: خلال هذه الفترة جاءت إذاعة البحرين تبحث عن مذيعين شباب للعمل كمذيعين بإذاعة البحرين سنة 1959 فرشحت من قبل أساتذتي في المدرسة للعمل بالإذاعة لأنني كنت أحب العمل الإذاعي بجانب عشقي للأدب والشعر ، كما كنت أشارك في بعض برامج الإذاعة قبل أن ألتحق بالإذاعة حيث شاركت في عدة برامج مع بعض الزملاء، وفي طابور الصباح كنت أسهم في إلقاء القصائد والأشعار أو إلقاء خاطرة عن موضوع معين من الموضوعات، ومن هنا أحببت اللغة العربية، وقمت أيام المدرسة بالمشاركة في تمثيل مسرحية «غروب الأندلس» حيث قمت بتمثيل دور الوزير المخلوع في المسرحية.
ويتابع أن حبي للإذاعة هو ما قادني إليها، فقد التقى بي الأستاذ إبراهيم كان في إحدى مقاهي باب البحرين، وقال لي :هل اشتغلت فقلت له إنني أنتظر النتيجة، فقال دعك من النتيجة وتعال اشتغل معنا في الإذاعة . وشخصياً رأيت بأن الإذاعة هي الحقل الخصب الذي يمكن أن أبدع فيه، وأؤكد فيه ذاتي، فاشتغلت في إذاعة البحرين منذ سنة 1959، وقد كان مبنى الإذاعة في ذلك الوقت ذا حجم صغير في منطقة « القضيبية « وكان عدد العاملين قليلاً جداً، وأتذكر منهم : المدير إبراهيم كان، والزميل عبدالرحمن عبدالله، وأحمد كمال وغيرهم . وقد عملت في جميع أنواع البرامج، فعملت أولاً في قسم التنسيق ثم اشتركت في التمثيلية الإذاعية التي شاركني فيها العديد من زملاء المهنة منهم : إبراهيم كان صاحب الصوت العبقري العظيم، وأحمد يتيم، وأحمد كمال، وعلي تقي، كما كنا نستعين ببعض الأصوات الأخرى، فواصلت تقديم العديد من البرامج وهي باللغة العربية الفصحى، حيث كان اهتمامنا الرئيس هي اللغة الفصحى، بينما ظهر الاهتمام باللهجة الشعبية في فترة متأخرة . كما عملت في مكتبة الإذاعة لفترة معينة، وهذا هو ما شجعني على الاستماع للأغاني بكثرة، فاستفدت من هذه التجربة وهذا ما صقل موهبتي في العزف على آلة العود، واليوم أمتلك حوالي 25 آلة عود ومن مختلف الأقطار ، وأبنائي من بعدي أصبحوا اليوم يمارسون هذه المهنة أيضاً.
العود حبيبي
وأعود لأقول إنه في صيف العام 1969، كانت هناك ثمة رحلة «مبيت» قام بها مسرح فناني البحرين إلى أحد النخيل القريبة من الساحل، رحلة للعاملين ومن ينتمون للمسرح، بعد نجاح المسرح في تقديم مسرحية « بيت طيب السمعة « في الكويت ، من تأليف راشد المعاودة وإخراج سلطان سالم وتمثيل العديد من أعضاء المسرح منهم سلمان وجاسم شريدة وفيصل خلفان ويوسف نشابة، وعلي العليان، والممثلة الشابة نجلاء في أول الأدوار النسائية في البحرين، ومجموعة من الممثلين لا تحضرني أسماؤهم الآن، أعطاني المخرج سلطان سالم دورين في هذه المسرحية، إلا أنه بسبب ذهابي للدراسة في بغداد لم يحالفني الحظ في المشاركة، المهم أنني سمعت ولأول مرة ورأيت الفنان حسن كمال يعزف أغنية « يحسدوني على موتي فيا أسفاه حتى على الموت لا أخلو من الحسد» شعرت لحظتها أن حسن كمال هو المغني الأصلي لهذه الأغنية، وليس محمد زويد، لأنه كان يؤديها بصورة رائعة، لم أجدها في أداء الآخرين لهذه الأغنية غير العادية، أتكلم هنا عن العام 1969.
إلى «فارس الأسبوع»
يؤكد المذيع حسن كمال أن العمل الإذاعي كان شاملاً لكل التخصصات والمجالات «وقد استفدت منه كثيراً وبخاصة في مجال الموسيقى والأغاني والتمثيل ومختلف أنواع البرامج الأدبية والثقافية، بجانب قراءة القصائد الشعرية للشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة – رحمه الله – حيث كان يقدم برنامجاً أسبوعياً بعنوان « شعر وموسيقى « ، وقد ساهمت في مد هذا البرنامج بالموسيقى، كما عملت في الإخراج الإذاعي لفترة طويلة، وقد قدمت الكثير من البرامج الأخرى المتنوعة منها : سمعت رأيت ، الحديث ذو شجون ، شعر وموسيقى، كنوز الشعر ، عالم الشعر ، شعراء من الخليج . وخلال عملي في الإذاعة اتجهت للعمل في التلفزيون مع بداية عام 1980 حيث قدمت بعض البرامج مثل « فارس الأسبوع «، بجانب التعليق على الأفلام الوثائقية القديمة التي قامت شركة بترول البحرين «بابكو» بتصويرها بالأبيض والأسود، وهي تصور الحياة في البحرين قديماً مثل التراث والمستشفيات والحياة الاجتماعية والسياسية في فترة الثلاثينات وحتى الخمسينات تقريباً .وأجريت عدة مقابلات شخصية مع ضيوف البحرين وأدبائها وروادها، كما قدمت صفحات من تاريخ البحرين من كبار السن من كبار التجار والمثقفين ورجال الأعمال. وهناك برنامج « فنان ولوحة « حول كبار الفنانين البحرينيين التشكيليين، وتحكي الحلقات عن مشواره الفني وأسلوبه في الفن التشكيلي وقصة هوايته وحياته الفنية
رواد الإذاعة
وعبر كتابه «ذكرياتي مع الإذاعة « الصادر عن وزارة الإعلام العام 2000، يذكر حسن كمال أن إذاعة البحرين بدأت أولاً إبان قيام الحرب العالمية الثانية في الأربعينات حيث كانت تبث على الهواء مباشرة، وكان فيهم نخبة من البحرينيين منهم : محمد الدويغر ، جاسم الكظماوي، عبدالعزيز الشملان، وعلي تقي وغيرهم . أما المذيعون الذين عاصرتهم مع افتتاح الإذاعة الرسمية سنة 1955 وأتذكر منهم : إبراهيم كانو وعلي تقي وعبدالرحمن عبدالله، وهؤلاء هم الثلاثة الأوائل في إذاعة البحرين ثم جئت أنا كمذيع رابع وجاء من بعدي كل من : أحمد كمال ويوسف مطر ومحمد صالح عبدالرزاق وعيسى عبدالرزاق القحطاني وعلي الناصر وعبدالجليل الصفار وفهد العريض، هذا بجانب نخبة من المذيعين العرب مثل : عبدالحميد الشايب وعبدالله الطائي وقصد وراضي وغيرهم . أما وزارة الإعلام فبدأت مع بداية 1955 م وكان يرأس الوزارة « جيمس بليغريف « ، ثم جاء من بعده الأستاذ حسين منديل .وهناك بعض الأسماء النسائية التي عرفتها الإذاعة البحرينية منها :نزيهة رضوني، وثريا رضوني، وألبس سنعان، وبهية الجشي، ثم جاء الرعيل الثاني من المذيعات ومقدمات البرامج مثل : عائشة عبد اللطيف، وأمينة حسن، وفاطمة شويطر ، بدرية عبد اللطيف، بروين جعفر ، وعائشة أحمد . ثم ظهر جيل ثالث ورابع وقد أصبح عدد المذيعات اليوم أكثر من المذيعين.
كانت 300 روبية هندية تعادل 30 ديناراً بحرينياً الآن هي أول راتب حصل عليه حسن كمال، مضيفاً: كنت أعتبر الراتب خيراً وكنت أقسمه على الأسرة وأحتفظ بجزء منه لنفسي، بل وأوفر منه للسفر للخارج وقت الصيف، فكنت أسافر كثيراً إلى مصر ولبنان بغرض السياحة، فكان السفر إلى مثل هذه الدول لا يكلفني كثيراً.
المذيع ليس صوتاً فحسب
ويقول حسن كمال إن العمل في التلفزيون قد يكون هو الأصعب، والأسهل يكون في الإذاعة لأن العمل فيها أقرب للمتلقي، بينما نجد في التلفزيون يكون العمل أكثر تشتيتاً بسبب الإعداد والتقديم وكاميرا التصوير .وبالنسبة للشباب فأنصحهم دائماً بزاد الثقافة، وأنا دائماً ما أردد مقولة : « إن المذيع ليس صوتاً بل المذيع ثقافة « فالمذيع يجب أن يكون صاحب خلفية ثقافية كبيرة، وفطن، ولماح يعرف كيف يقدم المادة التي أمامه سواء كانت مكتوبة أو معدة وكيف يتعامل معها، فالمذيع يجب أن يلم بكل شيء.
حسن كمال الشاعر
وبشأن تجربته في نظم الشعر يقول حسن كمال: كتبت الكثير من الأشعار في شتى الفنون والأغراض الشعرية، فقد كتبت الشعر الفصيح وكذلك الشعر الدارج مثل شعر الموال السباعي «الزهيري» الذي كتبت فيه ما يقارب من مائة قصيدة كما كتبت الأغاني الشعبية التي غناها أهل الطرب الشعبي في البحرين من أمثال أحمد الجميري وإبراهيم حبيب.
يقول الشاعر قاسم حداد: «وعند حسن كمال سوف تصادف الكائن الإنساني متمثلاً في سلوكه الشفيف وهو يتقدم إليك بتلعثم الطفل وهو يقول لك كلمة المحبة، كمن يعتذر عن قصوره في التعبير عن الحب.. بهذا المعنى سوف أرى في الصديق حسن كمال نموذجاً للتواضع الصارم الذي لا يتحصن بكتابته لكنه يحميها بطاقة الحب».
ويقول الشاعر إبراهيم بوهندي: «كنت أرى فيه شخصية الشاب الذي كنت أطمح إلى التمتع بصفاته، فهو بالرغم من توافر كل المغريات من حوله فإنه اختار النجاح في تجربته الشخصية بعيداً عن الغلو والمبالغة في التمتع بالحرية التي توافرت له في بيئته الخاصة بين إخوة وأخوات من المتعلمين الواعين».
ويقول الشاعر تقي البحارنة: «عهدت الأستاذ الأديب حسن كمال قبل معرفتي به مذيعاً.. ذا صوت عذب رخيم تأنس إليه القلوب والآذان، تستهويه الكلمة الطيبة البليغة، ويجري على لسانه الشعر والنثر عذباً طليقاً، ثم التقيته في محافل الأدب والشعر وندوات الفكر التي كنت دائم الحضور فيها يرحب بالقادمين ويودع المغادرين بوجه مشرق بالسرور.. مؤتلق بالبسمات».
حسن كمال في سطور
هو حسن سلمان محمد كمال. ولد سنة 1939 في المنامة بمملكة البحرين. متزوج من المذيعة عائشة عبد اللطيف وأنجبت له: خالد وسلمان، ورحاب ودانة، حصل على الثانوية العامة / قسم المعلمين، حضر عدة دورات ودراسات إعلامية مختلفة، عمل في الإذاعة منذ 1959 مذيعاً، عمل كذلك معداً ومقدماً للبرامج ثم مديراً للإذاعة فيما بين 1980 – 1988، عين مديراً للثقافة والفنون منذ 1988. أسهم في الكتابة بمجلة البحرين. كما كان يقرأ باستمرار مجلة « الهلال « المصرية، وهي مجلة أدبية وثقافية جادة وعميقة تأثر بها كثيراً وبخاصة ما ينشر عن شعر العصر الحديث كشعر السياب ونازك الملائكة . كما كنت أطالع : روز اليوسف والسندباد والمختار والأديب والمصور وآخر ساعة والاثنين وكتاب الجيب وغيرها .
تأثر في بداية حياته بأشعار وسيرة عدة شعراء منهم : إبراهيم العريض، وعبدالرحمن المعاودة، وابن لعبون، ومحمد بن عبد الوهاب الفيحاني (من قطر)، شغل منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، و كتب الشعر الفصيح المقفى وشعر التفعيلة، كما كتب بعض القصائد في الشعر الشعبي والدارج،و- كتب ما يقارب من مائة قصيدة شعبية في فن الموال « الزهيري « .
غنى قصائده بعض المطربين في البحرين مثل : أحمد الجميري، وحمد حسن وإبراهيم حبيب وعبدالصمد أمين وعلي خالد وعبدالله سالم بو شيخة وغيرهم، وكتب أكثر من أوبريت وطني باللغة الفصحى .ونال العديد من الجوائز وشهادات التكريم عبر مسيرته الإبداعية التي حفلت بالإنجازات، وتم إدراجه ضمن الشعراء العرب في معجم الشعراء الذي أصدرته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، وبرعاية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة أصدرت جمعية الآثار البحرينية أحد الكتب التوثيقية عن حياته أسمته « مشوار الحياة « ، كما أصدرت كتابين آخرين عن أشعاره، وكان ذلك خلال حفل تكريمي له أقيم سنة 2009.
قصيدة «للوطن وأهله» للشاعر حسن كمال
وطني أيا روضَ الخليج الناد
يا طيره الغرِدَ الطروبَ الشادي
يا فخره وبه الحصونُ منيعةً
يا عزه رغماً عن الحساد
يا مجده عبر العصور مخلداً
وبك الخليج يعج بالأمجاد
ماذا الذي أهديك في يوم المنى؟
ماذا الذي أهديك في الأعياد؟
أنشودتي في يوم عيدك غنوة
رددتها في موكب الإنشاد
ومسرتي يا من فرحت لذكره
أرسلتها بمحبتي وودادي
ولقد جمعت إليك أفراح الدّنا
وأتيت أنثرها على الأشهاد
وأردِّد الألحان في أفق به
تتجاوب الأصداء بالترداد
أهلوك روّاد المحال على المدى
أعظِمْ بهم من سادة روّاد
نشروا الشراع على الخضمِّ وما ونوا
يتسابقون لأبعد الآماد
لم يثنهم عصف الرياح لأنهم
والبحر أحباب على ميعاد
لي فيك خلاّن فديت نفوسهم
هُمْ للنوائب عُدّتي وعتادي
من أجلهم أسكتُّ كل مدافعي
ولعينهم أرخيت نبض زنادي
أبمثل أرضك للسلاح مهمة
والحب يمسك في يديه قيادي؟
وطني فديتك في النوائب إنني
لك ما حييت فلا تردّ مرادي
دعني أموت على ثراك فإنه
موت يشابه ساعة الميلاد
لو أنني أعطيت ما ملكت يدي
ودفعت عنك بمهجتي وفؤادي
لم أوف حقك في الزمان لأنني
لو رحت عنك أكون في أولادي