في ظل التطورات المتسارعة والعنيفة التي تشهدها المنطقة يعقد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض اليوم الأربعاء التاسع من ديسمبر قمتهم السادسة والثلاثين برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحسب الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني فإن القادة سيبحثون مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية إقليمياً وعربياً ودولياً وانعكاساتها على دول المجلس في ضوء التطورات الجديدة، وهذا يعني أن قرارات مهمة للغاية متوقع أن تصدر عن هذه القمة خصوصاً في ظل تنامي الإرهاب الذي شهدت بعض دول المجلس أمثلة له وانخفاض أسعار النفط واشتعال الحروب في العديد من الدول العربية وخصوصاً سوريا واليمن اللتين تشهدان وجوداً خليجياً يؤثر دونما شك على الداخل في مختلف دول مجلس التعاون ويدفع نحو طرح الكثير من الأسئلة عن المستقبل.اليوم لم تعد دول مجلس التعاون تستوعب أي تحرك أو تغيير في ساحاتها الداخلية، فهي مشغولة بما يجري حولها، وليس من المنطق ولا العدل إشغالها بأمور أخرى تستهلك من طاقتها وتؤثر على أدائها في الملفات التي تهدد أمنها واستقرارها وأمن واستقرار شعوبها، وهذا يعني أن مجرد محاولة البعض إشغالها بملفات داخلية يعطيها الحق في اتهامه بأنه يرمي إلى أمور لا يريد منها الخير للوطن. هذه نقطة ينبغي من ذلك البعض الذي يطرح نفسه كمعارضة أن ينتبه إليها لأنه إن فعل تضرر هو بهذا الفعل قبل الحكم ونظر العالم إليه على أنه لا يسعى إلى خير الوطن، فعندما يكون الوطن مهدداً بأمور تجري قريباً منه وتؤثر عليه ويقوم هذا البعض بعمل ما يشغل الحكم عن ذلك الذي يجري فإن من الطبيعي أن يصير في دائرة الاتهام، ومن الطبيعي أيضاً أن يوجه الاتهام إلى من يقف وراءه ويموله، ومرشده. الأحوال التي تمر بها دول مجلس التعاون اليوم تستدعي وقوف الجميع من دون استثناء مع الحكومات لمواجهة تلك الأحوال والتعامل معها وتغييرها، فهذه الحكومات وإن وجد من يختلف معها في أمر أو آخر فإنها في كل الأحوال تعمل لصالح شعوب هذه الدول، وبالتالي ينبغي الوقوف إلى جانبها والعمل معها حتى يزول الخطر الذي لا يهددها وحدها وإنما يهدد هذه الأوطان ويهدد كل مواطن خليجي، ثم عندما يزول الخطر يمكن فتح كل الملفات معها ومحاسبتها.انشغال هذه الحكومات في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة بملفات داخلية قابلة للتأجيل يؤثر على أدائها ويقلل من قدراتها في حماية الوطن وبالتالي يتضرر الجميع بما فيهم من قام بشغلها بتلك الملفات. الأحوال التي تمر بها المنطقة اليوم استثنائية وتتطلب التعامل معها بحرفية وتتطلب وقوف الجميع معاً لمواجهتها. هذا لا يعني أن الحكومات الخليجية لا تمتلك القدرة على التعامل مع مثيري الفتنة في الداخل أو من يحاول استغلال الظروف لتحقيق مآرب خاصة ولكن المنطق يفرض -طالما أن هذا البعض يدعي أنه يعمل لصالح الوطن والمواطن- أن يتعاون ويعمل مع الحكومة لمواجهة الأخطار المحيطة، على الأقل كي يستفيد لاحقاً من هذا الموقف ويؤكد أنه إنما فعل ويفعل كل ما فعله ويفعله لصالح الوطن ولصالح المواطن.الذكاء هو الاستفادة من هذا الظرف بربح نقاط يتم توظيفها لاحقاً وليس باستغلاله لتحقيق مكاسب مؤقتة ودون القيمة. هكذا يفترض أن يفكر ذلك البعض الذي يطرح نفسه كـ«معارضة» ويرفع شعارات الانتصار للمواطن والوطن.الأكيد أن قادة التعاون لن يغفلوا موضوعاً مهماً كهذا الموضوع في مناقشاتهم اليوم لأنه يؤثر على موقفهم وعملهم وهم يواجهون هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، ولعلهم يخرجون بقرار واضح يحجم ذلك البعض ويحرجه.
{{ article.visit_count }}
قرار خليجي بتحجيم «مثيري الفتن»
قطرة وقت
قرار خليجي بتحجيم «مثيري الفتن»