غداً والذي يليه عيد البحرين الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حفظه الله ورعاه، وأيضاً يوم «شهداء الوطن» المخلصين الذي أعلنه جلالته تخليداً لتضحياتهم في سبيل تراب البحرين الطاهر.
هذه الأيام عزيزة على قلب كل بحريني يحب هذا البلد، ذكراها لا تمر هكذا مرور الكرام، وبشأنها لنتحدث أكثر غداً، فهو يوم البحرين الساطع بين أيام العام، رغم أن البحرين كل يوم يزيد سطوعها في قلوبنا.
بالأمس احتفلت البحرين بيوم هام يأتي مع حزمة احتفالات البلاد بأعيادها الوطنية، وأعني به يوم الشرطة البحرينية.
نحن البحرينيين محبون لبلادنا نفخر برجال أمنها، نعرف حق المعرفة جهودهم في سبيل الحفاظ على أمن البلد وأهلها، وعليه، شكرهم واجب وتقديرهم لازم في يومهم السنوي، يوم الشرطة البحرينية.
ومشكورة قامت وزارة الداخلية بتوثيق جهودها من خلال ما نشرته عبر الصحافة المحلية، قامت بخطوة لازمة لبيان حجم الجهود المبذولة، وبيان بعض المسؤوليات التي اضطلعت بها والتي قد تغيب عن علم كثيرين يرون في رجال الأمن القيام بأمور معينة ومحددة.
وللأمانة نقول هنا إن رجل الأمن البحريني يقوم بأدوار كبيرة وجبارة، قد لا نجد مثيلاً لها في دول عديدة، بعضها متقدم علينا بعقود من خلال تجربته الديمقراطية وعبر ممارسات أجهزته النظامية.
في البحرين كنا طوال عقود ننظر لرجل الأمن نظرة ارتياح، نعتبر وجوده دلالة على أمننا وسلامتنا، وطبعاً هنا أتحدث عن البحرينيين الوطنيين المخلصين لبلادهم البحرين فقط، أتحدث عن المواطنين الذين يمارسون المواطنة الصالحة، الذين ولاؤهم لهذه الأرض ولا شيء غيرها.
محبو هذه الأرض يرون رجل الأمن «شريكاً» لهم في كل شيء، يرونه حامياً لهم، ساهراً على أمنهم، يعتبرونه الدرع الذي يصد عنهم السوء، ويعتبرونه - وهو كذلك بالمعنى الحرفي - العين الساهرة التي تسهر حتى يناموا هم بطمأنينة.
كم قدم رجال أمن البحرين البواسل من تضحيات لأجل هذه البلاد وأهلها؟! وكم من عوائلهم «بكت» فقيداً عزيزاً منهم بذل نفسه حتى لا تبكي عوائل المواطنين ذويها وأبنائها جراء الأعمال الإرهابية؟! كم منهم استقبل الموت بصدره مؤثراً أن يضحي بنفسه حتى يعيش غيره وحتى لا يصاب ويضر الوطن؟!
لذا، في يوم الشرطة البحرينية لا تكفي هؤلاء الأبطال كلمات الشكر والتقدير والعرفان، والتي أصلاً لا ينتظرونها منا، فلا وقت لديهم أصلاً لها، لأن ما على عاتقهم يفرض عليهم الحرص والاجتهاد لحماية هذه الأرض.
وإن كان منتسبو وزارة الداخلية يحتفلون بهذا اليوم، فإننا نضيف هنا ونقول إن هذا اليوم ليس لهم فقط، بل هو يوم للوطن، يوم وفاء وعرفان لجهود أكثرها يتم نسيانه مع الوقت حينما تسير حياة الناس في وتيرة اعتيادية آمنة مطمئنة، لكن يشكر من يقدر الجهود التي بذلت حتى تكون أيامنا آمنة ومجتمعنا محمياً معافى.
شكراً لكل رجل أمن يقف على ثغرة حماية للوطن، نحترمكم ونقدر لكم كل هذه الجهود، وندعو لكم دوماً أن يحفظكم الله وأنتم تواجهون كل خطر وكل إرهاب يستهدفكم ويستهدف وطننا، أنتم صمام أمان وحماة الوطن، فكل عام ورجال الوطن البواسل بألف خير.
بلادي .. ما في مثلها بلاد
بعض المواطنين حباً في ذكرى العيد الوطني اتفقوا على ملاحظة مرتبطة بتزيين البلاد في هذه الأيام الجميلة. الأنوار والزينات التي شهدناها العام الماضي لم نشاهد مثيلاً لها هذا العام، ونعرف أن لتوجهات خفض المصروفات وتقنينها الكلمة العليا في هذا الجانب، وهو إجراء منطقي تفرضه الظروف الراهنة.
لكن لا يعني ذلك أن تختلف فرحتنا بالعيد الوطني، لا يعني أن البحرين ليست جميلة إلا بالأنوار والزينات. بل البحرين جميلة دائماً في عيون محبيها، عروس زاهية في قلوب المخلصين لها، بلادنا جميلة شاء من شاء وأبى من أبى.
وهنا لا أصدق من الجملة التي نتغنى بها ونقول «بلادي لو ظلمة.. ما في مثلها بلاد».
ربي احفظ بلادنا البحرين.