مقابل شعب البحرين الذي يعيش فرحة العيد الوطني المجيد هذه الأيام، ويستعد للمشاركة في البرامج المخصصة ليوم الغد، وما بعده، يستعد البعض لتخريب هذه الفرحة والتنغيص على هذا الشعب، عبر تنفيذ برامج يعبر من خلالها عن قلة خبرته وضيق نظرته إلى الأمور، وعبر تصريحات للفضائيات «السوسة»، وعلى رأسها فضائية «العالم» الإيرانية، الهدف منها هو الإساءة إلى كل جميل في هذا البلد الطيب.
لو أن المراقبين كلفوا أنفسهم إحصاء عمليات التخريب التي سيبدأ ذلك البعض تنفيذها غالباً اعتباراً من اليوم وحتى نهاية الإجازة الممتدة إلى يوم السبت فإنهم دونما شك سيتعبون، لكنهم لو كانوا موضوعيين فلن يترددوا عن القول إن أمراً ما يتم ترتيبه لإيذاء هذا الوطن وهذا الشعب، ذلك أنه من غير المنطقي ولا المعقول أن يقوم ذلك البعض بكل عمليات التخريب تلك لمجرد التعبير عن عدم رضاه عن أمر ما أو لمطالبته بأمر ما، فالتعبير عن عدم الرضا والمطالبة بأي أمر لا يتطلبان التنغيص على الآخرين ولا إيذاء الوطن والناس، ويمكن أن يتم في غير هذه المناسبة.
اختيار مناسبة العيد الوطني لـ«التعبير» عن ذلك يعني أن الهدف هو التخريب والإيذاء ونشر الفوضى ويعني أن عقلاً ناقصاً هو الذي يدبر كل هذا ويديره ويحرض عليه، فالعاقل ومن يحب وطنه ويرفع شعار الانتصار له وللشعب لا يمكن أن يمارس أفعالاً تضر بالوطن وبالشعب ولا يمكن أن يختار هذه المناسبة للقيام بذلك خصوصاً وأن العيد الوطني ليس عيداً لفئة دون أخرى.
كل المبررات التي يسوقها البعض لإنتاج عمليات التخريب غير مقنعة وتثير الكثير من الأسئلة عمن يقف وراءها وهدفه منها، وإذا كان «مبلوعاً» القيام بشيء من هذا القبيل في الأيام العادية فمن غير المقبول أبداً القيام به في هذه الأيام التي هي لكل الوطن ولكل المواطنين.
لا أحد يجبر على المشاركة في فعاليات العيد الوطني ولكن يلام ويحاسب كل من يحاول تخريب الفرحة بهذه المناسبة، من يؤمن بأي قناعات مخالفة عليه أن يحتفظ بها لنفسه وأن يؤجل التعبير عنها حتى ينتهي المواطنون من التعبير عن فرحتهم بالعيد الوطني.
هنا يأتي -أو يفترض أن يأتي- دور الجمعيات السياسية التي عليها ألا تكتفي بتوضيح هذه الأمور لذلك البعض فقط وإنما أن تمنعه من القيام بعمليات التخريب التي استمرأها، لا يكفي أن تقول هذه الجمعيات إن عناصرها لا يقومون بتلك الأعمال أو أن ذلك البعض غير محسوب عليها لأنها باختصار تتحمل وزر أعماله شاءت أم أبت طالما أنها تقف معه على نفس الأرضية وتستظل بنفس العنوان.
مناسبة العيد الوطني فرصة مهمة للجمعيات السياسية عليها أن تستغلها جيداً لتثبت أنها ضد أعمال التخريب وضد كل مريدي السوء لهذا الوطن وأن ذلك البعض لا يمت إليها بأي صلة وأنها لا تشاركه قناعاته وأفكاره ولا تقبل منه تصرفاته، فتؤكد بهذا أنها مع العقل ومع الوطن ومع كل تحرك خير يعود نفعه على المواطنين.
حتى ذلك البعض يمكنه أن يستغل العيد الوطني بابتعاده عن تلك الممارسات التي هي من صفات المراهقين فيوصل بذلك رسالة مفادها أنه إنما يعمل لصالح الوطن والمواطنين وأنه لا يرمي إلى غير الإصلاح، فيغلق بذلك باباً لم يأت الوطن منه سوى الأذى، ولم ينل المواطنون منه سوى الشر.
هذا كلام العاقلين، يتمنى المرء أن يصل إلى المعنيين به وأن يعملوا به طالما أنهم يقولون إنهم إنما يعملون لصالح الوطن ولصالح المواطن. مناسبة العيد الوطني فرصة يفترض ألا يضيعوها، والبداية تكون من التوقف عن ممارسة أعمال التخريب المتوقعة.