نبارك للبحرين مشاركتها في الحلف الإسلامي العسكري الذي شكلته المملكة العربية السعودية، نبارك لها قرارها الحكيم وتلبيتها هذا النداء الذي تاق له شعبها وتاقت له الشعوب العربية والإسلامية، بعد أن تكالبت علينا الأمم، وبهذا القرار الحكيم حصنت البحرين نفسها ضد أخطر مهددات العصر الحديث وأكبر المخاطر التي تتعرض لها الدول وهي «التنظيمات الإرهابية» وبهذا القرار تعلن البحرين أنها لن تكون وحدها ضد من تسول له نفسه الاستهانة بها وبقوتها وإمكاناتها وقدراتها.
نعم فقدنا شهداء.. نعم خسرنا أرواحاً.. نعم خسرنا أموالاً حين قررنا مواجهة هذه التنظيمات في البحرين وفي اليمن، لكنه كان قرار نكون بها أو لا نكون، نعم كان قراراً صعباً لكننا اختبرنا أنفسنا وحركنا تروس الآلات العسكرية التي اشتريناها وقصرنا على أنفسنا تنموياً، من أجل جمعها لحماية أنفسنا، ومارست قواتنا العسكرية كل ما تعلمته من مهارات القتال والتدريب وقواتنا الأمنية مارست أقصى درجات الانضباط وضبط النفس وبهذا كسرنا الحاجز النفسي الذي كان يحول لا بين قواتنا العسكرية والقتال، بل بين المجتمع البحريني واضطرارية اتخاذ قرار الدخول في الحروب.
لسنا طلاب حرب ونحن مجتمعات مسالمة جداً وصبرنا على من أراد امتحان صبرنا طويلاً حتى أساء فهم هذا الصبر، فقد كنا من المجتمعات المسالمة التي لم تجبرها ظروفها على القتال فلم نختبر معنى خسائر الأرواح ولا حتى نعرف كيف نتعامل مع واقع مجتمعي يخلق نتيجة وجود ضحايا للحروب من قتلى ومن مصابين، حتى يوم للشهيد لم نختبره ودوائر لرعاية أسر الشهداء لم تكن موجودة في مؤسساتنا الأمنية والعسكرية، وها هي البحرين تختبر الاثنين معاً، قتال في الداخل ومعارك حربية في الخارج، وتواجه أخطر وأعتى المنظمات الإرهابية التي ترعاها إيران وتمولها، وخلال أربع سنوات فقط تعلمت البحرين الكثير وتدربت واكتسبت المهارات التي مكنتها من هزيمة هذه المنظمات بفضل تمسكنا بديننا وعزمنا وقوتنا والتحامنا وبفضل إيماننا بالدولة ودستورها والتفافنا حول قيادتنا، لتكسر البحرين هذا الحاجز الذي لطالما تجنبته وأخرت اختباره لأنه «الكي» الذي يكون آخر العلاج مثلما يقال.
كلنا فخر بوجود اسم البحرين ضمن حلف يعيد الاعتبار لشعوبنا ولدولنا ويحفظ أمننا واستقرارنا، كلنا فخر ونحن ضمن حلف يغيظ العدو ويعرفهم حجمهم الطبيعي بعد أن راهنوا على أننا لسنا طلاب حرب وسنتجنبها حتى لو فرضت علينا وها هو ظنهم قد خاب.