«التماسك والوحدة سندنا للعبور إلى بر الأمان»، و»تحديات المرحلة تتطلب مضاعفة الخطى لتحقيق الازدهار والنماء»، و»علينا النظر بتفاؤل إلى المستقبل»، ثلاث عبارات لخص بها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة نهج الخروج من الأزمة الحالية التي تشهدها المنطقة وتؤثر على الداخل، فلا طريق لتجاوز المرحلة سوى التماسك والوحدة، ولا سبيل لمواجهة التحديات سوى مضاعفة الجهد، والتفاؤل بالمستقبل.
«وصفة» لا تأتي إلا من مجرب خبر الحياة وعرف تفاصيلها، وهي الوصفة ذاتها التي تمكنت بها البلاد من تجاوز ما تم التخطيط له وتنفيذه في فبراير 2011، فلولا تماسك هذا الشعب ووحدته، ولولا الجهود التي بذلت من الدولة للمحافظة على المكاسب ومواصلة الجهد التنموي، ولولا التفاؤل بالمستقبل لما تمكنت البحرين من الوقوف في وجه مثيري الفتن ومريدي السوء وإفشال المخططات الرامية إلى دفع البلاد نحو الفوضى التي تتيح للأجنبي فرصة التدخل المباشر في شؤونها والسيطرة عليها.
اليوم تواجه المنطقة برمتها ظروفاً جديدة عليها وصعبة، والأكيد أنه لا يمكن التعامل معها ومواجهتها إلا بالتماسك والوحدة، لهذا كان الترحيب كبيراً بالبيان الختامي لقمة مجلس التعاون الذي أعطى إشارة البدء للانتقال من صيغة التعاون إلى صيغة الاتحاد ليتحقق ولو على مراحل تستوعب الأولى منها الدول الأعضاء المستعدة لذلك، فالقرار يصب في التماسك والوحدة التي من دونهما لا يمكن مواجهة كل هذه الظروف والمتغيرات المتسارعة والعنيفة.
بالتماسك والوحدة تمكنت قيادة وشعب البحرين من مواجهة ما جرى هنا قبل أربع سنوات، فأفشلت بذلك خطط ذلك البعض الذي أعتقد أن الجبهة الداخلية ضعيفة ومفككة وأنه قادر على إحداث التغيير المطلوب وبسرعة فائقة، وبالتماسك والوحدة يمكن لدول مجلس التعاون مواجهة ما يجري في المنطقة والوقوف في وجه المتغيرات السالبة التي يمكن أن تضعفها وتجعل منها لقمة سائغة لمن يعتقد أنه الأجدر بقيادة المنطقة.
وبمضاعفة الخطى لتحقيق الازدهار والنماء تمكنت قيادة البحرين من الوقوف في وجه أولئك فأكدت بذلك أنها لم تتأثر بما خططوا له وأنها ماضية في فعل التنمية المفضي إلى الازدهار والمحافظ في الوقت نفسه على المكاسب التي تحققت على مدى السنوات النيف والأربعين الماضيات، وبالأسلوب نفسه يمكن لدول مجلس التعاون الوقوف في وجه كل المخاطر التي تتهددها فتؤكد عدم تأثرها بما يجري بالمضي قدماً في طريق التنمية والازدهار، وبالمحافظة على ما تحقق في السنوات الماضيات من مكاسب وبالتكامل فيما بينها وتوحيد الأجهزة القابلة للتوحيد والمستعدة لهذه الخطوة. وكما إن التفاؤل بالمستقبل كان عاملاً مهماً وأساسياً في مواجهة الأحداث التي جرت في البحرين، كذلك هو الحال فيما يخص التعاون الخليجي الذي بإمكانه مواجهة كل المخاطر بالنظر إلى المستقبل بتفاؤل، فعدم التفاؤل بالمستقبل سبب للهزيمة لأنه يمهد للاستسلام للواقع.
هذا النهج الذي أوصى به سمو رئيس الوزراء من شأنه أن «يدخل التعاون الخليجي إلى آفاق أرحب تجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات»، تماماً مثلما واجهت البحرين ولاتزال تواجه بهذا النهج التحديات والمؤامرات التي حيكت وتحاك ضدها من قبل مريدي السوء ومثيري الفتن، فهو النهج الذي من شأنه أن يوفر الأمن والأمان ويحمي الحاضر والمستقبل من غدر الغادرين.
وصفة أوصى بها حكيم ذو حنكة ورؤية ثاقبة، قادر على قراءة الواقع ومعطياته، خبر الحياة ويدرك كل ما يحاك ضد هذه المنطقة من مؤامرات، بها تمكنت البحرين من العبور إلى حيث الأمان، وبها يمكن لمجلس التعاون مواجهة مختلف التطورات والمتغيرات في الساحة والوقوف في وجه مريدي السوء والفتن والعبور إلى حيث الأمان.