لحسن حظنا أن عبدالرؤوف الشايب التقى جيريمي كوربن رئيس حزب العمال أكثر من مرة، فكان ذلك سبباً إضافياً «للاحتفاء» إعلامياً في بريطانيا بإدانة الشايب وليس اهتماماً بالشايب بحد ذاته، وإنما من أجل إحراج كوربن أمام خصومه!!
جيريمي كوربن رئيس حزب العمال الذي دأب على مهاجمة البحرين ومهاجمة دول الخليج والملكيات بشكل عام في وضع حرج جداً، نتيجة انكشاف علاقته بإرهابي مدان من المحاكم البريطانية وحكم عليه بالسجن لخمس سنوات والأدلة التي جمعت من شقته كانت كافية لنيله حكم الإدانة بالإجماع من قبل هيئة المحلفين. مما طرح سؤالاً في الأوساط البريطانية عنونته صحيفة «التلغراف» بالأمس «على جيريمي كوربن أن يراقب نفسه ويراقب من يصاحب». فأصبحت قضية الشايب الإرهابي - البحريني سابقاً - قضية تمس سمعة حزب العمال ورئيسه ووصمة عار على أي شخص كانت لهذا الإرهابي علاقة به.
هذه العلاقة بين الاثنين «جيريمي والشايب»، هي الهدية الربانية التي يجب توظيفها إعلامياً لتساعدنا على تسليط الضوء على بقية المجموعة الإرهابية كاملة، على طقم الخدم الإيراني ولاعقي أحذية آيات الله الذين يتخذون من القوانين البريطانية ملاذاً لهم، إنها العصفور الثاني الذي يجب أن نرميه بذات الحجر، فعلاقة البقية من المجموعة التي أسقطت عنهم الجنسية البحرينية بـ«حزب الله» وبآيات الله وبشخصيات إيرانية نافذة علاقة ليست بخافية، فمعظمهم لديهم صور وأشرطة منشورة ولقاءات وبعضهم يقبل رأس رئيس الجمهورية الايرانية. إن دورنا الآن هو تعريف العالم والمجتمع الدولي وعدم الاكتفاء بمخاطبة أنفسنا. إن الحملة الإعلامية التي صاحبت محاكمة الشايب حملة ناجحة استغلت من قبل خصوم جيريمي، فكانت لصالحنا مما سيساعدنا على فضح البقية من المجموعة الإرهابية أولاً وكشف الوجه الإيراني القبيح ثانياً.
الوجه الإرهابي لإيران ومسؤوليتها عن دعم الميليشيات الإرهابية هي ما يجب التركيز عليه الآن لكشف الخدعة الكبرى التي روجتها عن تلك المجموعات ودفعت الأموال الطائلة لمنظمات ومؤسسات لتمنحهم الجوائز وتسوق إرهابيين على أنهم حقوقيون وصحافيون ومصوريون ونشطاء سلميون ولم يكونوا سوى الجناح اللوجستي الداعم لمليشات مسلحة إرهابية تسببت في قتل الناس في البحرين والعراق وسوريا ولبنان واليمن.
قضية الشايب هي رأس الخيط الذي يجب أن نواصل السحب عليه دون انقطاع في بريطانيا وفي ألمانيا وبقية الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية، اللجوء للقضاء واستخراج أحكام قضائية هي الفرصة الأمثل التي تتيح للأدلة التي نملكها ضد هؤلاء والتي رفض الإعلام الإصغاء لها والاستماع لها، ستجد لها متسعاً لتفحص وتمحص من قبل هيئات قضائية ولجان تحقيق لا تملك أن تتجاهلها حتى وإن استغرقت وقتاً أطول إلا أن الأحكام الصادرة من هيئات قضائية تجبر الجهات التي دعمتها وسوقت لها وروجت لها أن تتراجع لتتخلى عنها. فشكراً.. شكراً لكل القائمين على هذا الملف في البحرين.. شكراً لسفارتنا لهذه المتابعة والجهد الملحوظ.
بقيت كلمة أخيرة:
يشاء ربك أن يصدر حكم الإدانة على الشايب الذي أقر مسؤوليته في المنظمة الإرهابية المسماة «14 فبراير»، والمسؤولة عن موت 12 إنساناً قتلوا غدراً في يوم خصصته مملكة البحرين للشهيد، حقاً.. إن ربك لبالمرصاد.