ارتفاع نسبة العقوبات التي يتعرض لها إداريو الفرق الرياضية في وقتنا الحاضر قياساً بما كان يتعرض إليه نظراؤهم في الماضي يدعونا إلى ضرورة إعادة النظر في الاختيارات الإدارية التي ترافق الفرق الرياضية بعد أن تبين أن أغلب المشاكل التي تصاحب بعض المباريات مصدرها الأكبر هو مقاعد هؤلاء الإداريين الذين يجلسون جنباً إلى جنب مع البدلاء!
لا يختلف اثنان على وجود أخطاء تحكيمية في المنافسات الرياضية وخصوصاً الجماعية منها فالحكام بشر معرضون لارتكاب الأخطاء وبالأخص الأخطاء التقديرية التي يؤثر بعضها في نتائج المباريات، غير أن التعامل مع هذه الأخطاء لا يكون بأساليب الاحتجاج العاطفي والعصبي بل باتباع القنوات القانونية المشروعة التي لا يمكن حسمها في الملعب عن طريق الاحتجاج الشفوي أو محاولة الاحتكاك بطاقم التحكيم!
هنا يكمن دور الإداري المرافق للفريق الذي يتطلب منه العمل على امتصاص ردة فعل لاعبيه على أخطاء الحكام والدفع بهم إلى المزيد من التركيز، فكثير من الفرق استطاعت أن تتغلب على أخطاء التحكيم وتعود إلى أجواء المباراة وتخرج فائزة بفضل الإدارة الفنية السليمة التي تقودها، وعلى العكس من ذلك نجد بعض الفرق تفقد تركيزها لمجرد خطأ تحكيمي وتعرض نفسها لخسارة ما كان لها أن تحدث لو أنها تجاوزت ذلك الخطأ البشري..
من هنا تتضح أهمية دراية ومعرفة الإداريون بالأنظمة والقوانين وكيفية إيصالها إلى اللاعبين حتى يكون التعامل داخل الملعب وعلى مقاعد البدلاء منسجماً مع هذه الثقافة القانونية التي لو طبقت لساهمت بشكل كبير في تقليل حدة التوتر التي بدأنا نستشعر ازديادها في ملاعبنا الرياضية!
الأخطاء التحكيمية التقديرية جزء لا يتجزأ من اللعبة شئنا أم أبينا -وهذا ما نشاهده حتى في المسابقات العالمية والدولية وفي مسابقات الدول المتقدمة- ولذلك استحدثت الوسائل التكنولوجية المتقدمة لاكتشاف الخطأ من الصواب من هذه القرارات التي لا تستند إلى بنود قانونية، أما الأخطاء التحكيمية التي تقع في صلب القانون فبإمكان الفرق المتضررة أن تتقدم بالاحتجاج عليها بحسب اللوائح المعتمدة للمسابقة..
محصلة القول إننا نريد أن يتمتع إداريونا بثقافة قانونية رياضية تجعل منهم قدوة للاعبيهم وتحفظ حقوق أنديتهم وتترفع بهم عن الوقوع في المحظور..
في الوقت ذاته نتمنى أن يتحلى حكامنا وبالأخص الشباب منهم بالمزيد من الهدوء والتركيز والابتعاد عن العصبية حتى يتمكنوا من الوصول بالمباريات إلى بر الأمان ويقللوا من أخطائهم التقديرية قدر المستطاع...